أراجوز وداير في البلد بقول حكاوي.. واسمع شكاوي.. ما انا أصلي ومن زمان غاوي.. رحلة طويلة بدأت منذ طفولتي في حب عروسة الأراجوزالتي عشقت صوتها وحركاتها وخفة دمها. وبمرور الوقت أصبحت العروسة الصغيرة بالنسبة لي ليست فقط وسيلة للترفيه بل سببا في ترسيخ العديد من القيم والمبادئ الجميلة بداخلي, وأدركت وقتها تماما أنها إحدي الوسائل العبقرية التي يتأثر بها الطفل أكثر من التليفزيون والراديو لأن هناك حوار مباشر بين الطفل والعروسة ومن ثم يصبح من السهل تعليم الاطفال القيم من خلال خفة دم عروسة الأراجوز التي يحبها الجميع, فالطفل دائما يتعلق بالمعلومة التي تدخل لعالمه وهي مغلفة بشيء من المتعة والتشويق لانها تتيح له فرصة الاكتشاف والتعلم عن قرب, لذا قررت أن يصبح الأراجوز صاحب السحر الغريب رفيق دربي وها أنا اليوم أكتب معه سطور حكاية' مي.. عاشقة الأراجوز'. بدأ عشقي للأراجوز من مونولوجات الفنان محمود شكوكو وحفلات المدرسة, وقتها دخل الأراجوز الصغير قلبي بخفة دمه فتعلقت به وبحركاته وكنت دائمه البحث عنه في كل مكان, يوما بعد يوم تطور عشقي للأراجوز فبدأت أقرأ عن تلك العروسة الشعبية القديمة وأحضر الكثير من عروض الدكتور نبيل بهجت وعم صابر المصري أقدم محرك أراجوز, كما حضرت أيضا بعض ورش فرقة ومضة لصناعة الأراجوز وخيال الظل. لم يقتصر عشقي علي هذا الحد بل تطور لتصبح لي عروستي الخاصة التي أقدم بها عروضي التطوعية في دور الأيتام والرعاية الفكرية والمساجد, وبدأت أعرف بين الاطفال باسم الأراجوز علي الرغم من أنني قدمت شخصيات أخري مثل تيتا حكاية وجدو وعمرو المشاكس لكن يبقي للأراجوز سحر خاص يخطف قلوب الصغار والكبار أيضا. لا أنسي عندما كنت أتسلل من وراء مسرحي الصغير بالساحة الخارجية لمسجد السيدة زينب بعد انتهاء العرض حتي لا يراني الأطفال واذا بإحدي الأمهات البسيطة ترسم قبلة صغيرة علي جبيني وتقول:' هذه للأراجوز لأنه علم أبني اليوم معني النظافة وتعلمت أنا كيف أعلمه أنها من الأيمان' فما أجمل هذا الأجر وما أجمل كلام الأراجوز الذي سيستمر في غرس القيم الاخلاقية السليمة داخل الأجيال الحديثة بشكل فني راق.