تلا شك أن انتخاب رئيس جديد لإيران مثل حسن روحاني الأقل تشددا وأكثر اعتدلا في ميوله السياسية عن الرئيس أحمدي نجاد خاصة أن الرئيس في إيران هو ثاني أعلي سلطه في البلاد بعد المرشد ويضطلع بمسؤلية إدارة السياسات علي جميع الأصعدة فضلا عن أنه يرأس مجلس الأمن القومي وبالتأكيد أن الملف النووي الإيراني هو أكثر القضايا الملحة علي أجندة روحاني. وفي الحقيقة أنه من السابق الان الحكم علي الرئيس الإيراني الجديد وتفاعله مع الملف النووي لبلاده إلا أن والإثارة التي كان يتبعها سلفه أحمدي نجاد خاصة أن الوضع الاقتصادي في البلاد غير جيد نتيجة العقوبات المفروضة علي إيران لسنوات طويله. إلا أننا لا ننسي أن السياسة الإيرانية عامة سياسة ذكية تعتمد علي قدرتها الفائقة في كسب الوقت والمناورة الذكية مع المجتمع الدولي التي تصب دائما في مصلحة إيران ولذا من المتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة نشاطا مكثفا حول الأزمه النووية الإيرانية لأنها لا تحتمل التأجيل خاصة أن قلق المجتمع الدولي والولايات المتحدةالأمريكية وإسرائيل في تزايد مستمر ولا يخفي أن أمريكا طالبت الرئيس روحاني بتعاون إيجابي في هذه الأزمه مما يعكس الرغبه الواضحة لدي واشنطن خاصة والمجتمع الدولي عامة في إيجاد حل سياسي يجنب إيران احتمال القيام بعمل عسكري ضدها الأمر الذي تسعي الإدارة الأمريكية إلي تفاديه لأقصي حد ممكن ولا يخفي أن الرئيس روحاني سبق وأن أبدي استعدادة لحل القضيه النوويه الإيرانية ولا شك أن الرئيس أحمدي نجاد سوف يترك بصماته في هذه القضيه خلال اجتماعه مع نظيره الروسي بوتين علي هامش اجتماعات قمة الغاز التي ستعقد في روسيا الأسبوع المقبل( أول يوليو) ويحضرها نجاد كرئيس لإيران قبل ترك منصبه في أغسطس المقبل وحول هذه القمة واجتماع بوتين ونجاد نري أن موسكو تحاول من خلال مساع حثيثة عقد جولة مفاوضات جديدة بين إيران ومجموعة1+5 من أجل التوصل إلي حل دبلوماسي يرضي جميع الأطراف خاصة إنسجام برنامج إيران النووي مع التحدي الذي يواجه المصالح الأمريكية فضلا عن قلق المجتمع الدولي من إيران حيث تتمثل المشكله الرئيسيه علي حد تعبير المفاوضين في المجموعة السداسية أن إيران لم تلتزم بالاتفاقيات الدولية التي أبرمتها في حين أن المفاوض الإيراني ينفي ذلك ويؤكد أن بلاده ملتزمة بكل إتفاقياتها خاصه إتفاقية حظر الانتشار النووي, ويشير المفاوض الإيراني أن وكاله الطاقة الذرية لم تعثر حتي الآن علي أي شق عسكري في برنامجها النووي وهي مجرد شكوك تتبناها معللة أن طهران لم تسمح لمفتشيها بزيارة موقع بارشين العسكري الذي يمكن الوكاله من جلب عينات لتخضع لفحوص دقيقة في مختبر عالي التقنية تابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلا أن إيران أعلنت أن قاعدة بارشين الواقعة جنوب شرقي العاصمة الإيرانيةطهران هي قاعدة عسكرية تقليدية وتنفي مزاعم تشير بأنها أجرت أبحاثا متعلقة بالقنبلة النووية, وتؤكد إيران أن برنامجها النووي المتنازع عليه هو لتوليد الطاقة وأغراض سلمية أخري وعلي أية حال إذا نجحت الجهود المبذولة من الجانب الروسي في عقد جولة جديدة من المفاوضات مع مجموعة1+5 واستطاعت إقناع الحليف الإيراني بوقف تخصيب اليورانيوم ستستجيب السداسية الدولية لطلب إيران رفع العقوبات المفروضة منذ سنوات وتكون بدايه المرونة في المفاوضات بين المجموعة وإيران مع بداية الفترة الرئاسية الجديدة للرئيس المعتدل روحاني.