ضرب نجوم الكرة البرازيلية مثالا رائعا في التعاطي مع قضايا مجتمعهم الذي خرج جانبا منه يئن من وطأة الظروف بعدما رأوا من البذخ الحكومي لتنفيذ طلبات الفيفا استعداد لبطولة كأس العالم2014 الا ان ارتفاع اسعار تذاكر المواصلات كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير واشعلت الغضب ودفعت الغاضبين الي الخروج الي الشارع متمسكين بالفرصة التي اعطتها لهم الدولة لاعلان غضبهم ورفضهم لارتفاع الأسعار وتجاهل مطالبهم في ظل غياب العدالة الاجتماعية وتراجع مستوي المعيشة, إلا أن موقف نجوم الكرة البرازيلية من الاحتجاجات زاد من شعبيتهم وأكسبهم أرضية لدي عشاقهم بعد تعاطفهم الواضح مع قضاياهم. ولعل موقف نيمار لاعب برشلونة الجديد في بداية الأزمة لافتا للنظر عندما قال إن المحتجين لديهم حقوق يجب علي الدولة أن تراعيها وأنه يساندهم في موقفهم. كانت كلمات نيمار مفاجأة للجميع ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل إن الدور الكبير الذي يلعبه روماريو اللاعب الذي طالما تألق علي المستطيل الأخضر لكنه تحول لبرلماني كبير منتقدا استغلال الفيفا لبلاده متهما الفيفا بالجشع. وقال إن تكلفة بناء ملعب جارينشا بالعاصمة بلغت556 مليون دولار تكفي لبناء150 ألف منزل شعبي لانقاذ أبناء البرازيل من التشرد. وواصل روماريو علي الفيفا متهما الاتحاد الدولي بأنه يأخذ ولا يعطي. وقال روماريو أنه يؤيد المظاهرات والاحتجاجات التي تجتاح البرازيل وأن الانتقادات التي يرفعها المتظاهرون تتركز ضد الانفاق ببذخ والمغالي فيه علي استعدادات بلاده لاستضافة فعاليات كأس العالم2014 وقال روماريو, عضو البرلمان البرازيلي حاليا: عند الموافقة في2007 علي منح استضافة كأس العالم2014 إلي البرازيل كانت التكلفة الإضافية المتوقعة تبلغ23 مليار ريال برازيلي( نحو عشرة مليارات و840 مليون دولار أمريكي). ونحن الآن في2013 وهذه المبالغ توازي الآن28 مليار ريال برازيلي( نحو13 مليارا و200 مليون دولار أمريكي). ولذلك, عليك أن تتخيل كيف يمكن توفير هذا. وقارن روماريو بين ما أنفقته البرازيل لاستضافة مونديال2014 وما أنفق لاستضافة مونديال2010 بجنوب أفريقيا و2006 بألمانيا و2002 بكوريا الجنوبية واليابان مؤكدا أن البرازيل أنفقت ثلاثة أمثال ما أنفق في أي من هذه البطولات السابقة. وأوضح روماريو: الفيفا سيحصل علي أرباح تبلغ أربعة مليارات ريال برازيلي( مليار و886 مليون دولار). الفيفا يحصل علي كل شيء ولا ينفق شيئا. من جانبه, أكد المدرب لويز فيليبي سكولاري المدير الفني للمنتخب البرازيلي لكرة القدم مساندته لمطالب العدالة الاجتماعية التي ينادي بها مئات الآلف من المتظاهرين منذ عدة أيام في معظم المدن البرازيلية. ولكنه أعرب عن اقتناعه بأن ديلما روسيف رئيسة البرازيل تتفق مع المتظاهرين في هذه المطالبات. وقال سكولاري نريد جميعا العدالة في بلادنا. يجب أن نعمل سويا لتحقيق هذا ونحدد كيفية مهاجمة نقاط الضعف. وقد يحتاج التغيير لخمس أو عشر سنوات. وأعرب سكولاري عن تفاؤله وثقته في أن تدفع هذه الاحتجاجات بالبرازيل إلي تحسن في مجالات الصحة والتعليم ووسائل النقل العام. وأوضح: إنني متفائل وأري أن لدينا القدرة والأشخاص القادرين علي تحقيق هذا. أتمني أن يعرف الزائرون الأجانب, الذين حضروا لمتابعة كأس القارات, أن هذا الوضع ليس أمرا عاديا. ولكنه سيتغير وسنجد بعد هذا بلدا أفضل.