رغم مرور36 عاما علي وفاته.. لكن الأيام أثبتت في ذكري ميلاده أنه مازال يتربع علي عرش القلوب.. حليم مشوار طويل قطعه في دروب الفن, مملوء بالمجد والنجاح والشهرة والدموع وآلام المرض قدم ما يقرب من230 أغنية ومجموعة من أجمل أفلام السينما المصرية.. ووسط كل الأعاصير والزوابع ظل متسلحا بالإيمان بنفسه وإخلاصه لفنه, فنان مصر والعالم العربي الذي غني للعرب والحب بكل إحساس واقتدار.. ومن المفارقات أن من شدا بصوته أجمل أغنيات ثورة يوليو الوطنية التي رسخت في الوجدان الوطني لكل العرب هو نفسه من كان صوته يهدر في ميدان التحرير في ثورة يناير.. حليم: صاحب أهواك وحبيب حياتي شعرت بكلماته وهو يقول في هذه الأغنية الأخيرة والروح من جوه جابت سيرته.. سألت نفسي هذا السؤال البسيط في ظاهره ماذا بقي من عبدالحليم حافظ..في شارع الرحمة بالبساتين؟ حيث توجهت إليه مرارا واكتشفت أن العشرات من الفنانين يواظبون علي ذلك في ذكراه, ثم ذهبت إلي شقة العندليب بالزمالك وسألت الحاجة زينب الشناوي ابنة شقيقته علية شبانة عن العديد من التساؤلات التي مازالت تشاغل الناس عن مطربهم الخالد فقالت: طبقا للوصية التي كتبها خالي حليم قبل وفاته في30 مارس عام1977 في لندن فمازال جناحه الذي كان يقيم فيه كما تركه في حياته مفتوحا لاستقبال عشاق فنه, يزورونه في أي وقت ويضم غرفة نومه وملابسه ومكتبه والصالة الكبيرة التي كانت تستخدم لإجراء البروفات علي أغانيه.. يداعب أذنك بمجرد اقترابك من هذه الصومعة العندليبية صوت زقزقة شجية.. لعندليب صغير من صلب هذه العائلة التي أعطت مصر رمزا من رموزها الخالدة, إنه صوت نور الإسلام الشناوي ابن الحاجة زينب وحفيد الفنان كمال الشناوي.. لأن زينب ابنة الحاجة علية متزوجة من ابن كمال الشناوي.. والمعروف أن حليم كان بارا بأهله وبلدياته إلي آخر لحظة في حياته.. بل كان وفيا لأهل قريته الحلوات الذين بدأ حياته معهم قبل أن ينتقل إلي القاهرة.. أما مدفنه في البساتين فهو يشهد زيارات متتالية خاصة في ذكراه, ومن الطريف أن حارس المدفن طلب وضع إضاءة إضافية لأن العديد من العرائس والعرسان يأتون إلي المدفن ليلة الزفاف ترحما علي من علمهم أرق وأسمي معاني الحب في أغانيه. مازالت كلماته التي أبدعها أروع شعراء مصر يتردد صداها في كل اللحظات الاستثنائية التي يعيشها الوطن في أفراحه واتراحه وثوراته, وكأنها عود علي بدء لقلب هذه الأمة العربية الموعود بالعذاب دائما ولا يهنأ ولا يرتاح.. نقول لحليم في يوم ميلاده كما قال في عقبالك يوم ميلادك: الحب عمره سنة والهجر عمره36 عاما!