أسئلة عدة تطرح نفسها على الشارع السياسي المصري، وتتردد بقوة في كافة التجمعات الشبابية ووسائل المواصلات، وكذلك داخل أروقة المصالح الحكومية ومؤسسات الدولة المختلفة .. كيف سيكون المشهد في يوم 30 يونيو؟ .. وهل سيحدث صدام بين معارضي ومؤيدي الرئيس؟ .. من المسئول عما يحدث في هذا اليوم؟ .. هل يحتشد المصريون في الميادين خاصة أمام قصر الاتحادية؟ .. هل ستكون ثورة تصحيح المسار بعد فشل الحكومة في حل المشكلات الأمنية والاقتصادية وعدم تحقيق الأهداف التي اندلعت من أجلها ثورة 25 يناير وظهور أزمات أخرى مثل السولار والبنزين وانقطاع الكهرباء وأزمة سد النهضة الأثيوبي؟ الإجابة على هذه التساؤلات، كانت محل تكهنات واجتهادات، وفقا للاتجاهات السياسية، فالمعارضون يرون أنه سيكون يوما مشهودا سيحمل نهاية جماعة الإخوان المسلمين، والمؤيدون يرونه يوما عاديا ونهاية المعارضة، ولكن الأيام القليلة القادمة هي التي ستجيب على هذه التساؤلات. لقد تصاعدت وتيره التراشقات السياسية بين مؤيدي حركة "تمرد"، وبين مؤيدي حركة "تجرد"، ففي الوقت الذي دعت "تمرد" المصريين للنزول إلى الشارع، والاعتصام المفتوح أمام قصر الاتحادية يوم 30 يونيو، حتى رحيل الرئيس مرسي، دعت الأحزاب الإسلامية إلى مليونيه حاشدة يوم الجمعة المقبل أمام مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر تحت عنوان "لا للعنف ونعم للسلمية" إلى جانب تواجد من يوم 28 إلى يوم 30 بالشارع حسبما ذكر قادة ورموز التيار الإسلامي. واللافت للانتباه، أن هناك شخصيات محسوبة على التيار الإسلامي، يصعدون في طريق المواجهة والصدام، من خلال استعراض القوى والعضلات السياسية وإمكانية الحشد،وإعلانهم بأنهم سيمنعون المتظاهرين من الوصول الى قصر الاتحادية،في مقابل إصرار التيار المدني على التظاهر وإقامة الفعاليات والاعتصام حتى عزل الرئيس واجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وعلى رأي المثل الشعبي، "تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن"، فالأوضاع في الشارع المصري حاليا تميل لصالح المعارضين وضعف جبهة المؤيدين، من حيث أزمات السولار والبنزين وانقطاع الكهرباء والمياه وارتفاع الأسعار، بالإضافة إلى اعتصام المثقفين والفنانين ضد وزيرهم وإعلانهم استمرار الاعتصام حتى 30 يونيو، إلى جانب البراءات التي حصل عليها ضباط أمن الدولة في قضية فرم المستندات والإفراج عن نجلي الرئيس المخلوع علاء وجمال. والمؤكد أن الصدامات والاشتباكات ستؤدي إلى آثار سلبية على المجتمع، وتعوق عملية الاستثمار في البلاد، لذا يجب على الجميع التحلي بالمسئولية، والالتزام بضبط النفس، والابتعاد عن التصريحات النارية، والالتزام بالسلمية خلال التظاهرات والمسيرات، والعمل على عدم الانزلاق وراء العنف والفوضى. [email protected] لمزيد من مقالات عماد الدين صابر