أمن مصر خط أحمر.. ليس عنوان وإنما عقيدة في عقل وقلب كل مصري ومصرية علي أرض المحروسة أو بعيدا يكتوي بنيران الغربة من أجل لقمة عيش ، ووسط دق طبول المظاهرات في 30 يونيو المقبل والتي أويدها بشدة شرط سلميتها ، فظاهرة إبداء الرأي حق مكتسب بعد ثورة يناير وعلي كل مسئولي الدولة تأمينه حتي لو كان رأيا مخالفا وضدهم ، وشرطا أن يكون حضاريا دون إثارة قلاقل وتكدير الاستقرار أو تهديدا لأمن المواطن وممتلكاته الخاصة، والوطن بمنشآته الحيوية العامة، وبعيدا عن المؤامرات والصراعات السياسية أو التدخلات الخارجية.م نعم أنا مع كشف حساب لسنة أولي رئاسة للدكتور محمد مرسي أول رئيس منتخب بإرادة شعبية بعد تحقيق الرقم القياسي للمخلوع في تزوير إرادة المحروسة أقدم دولة علي الأرض ، بهدف تقييم أدائه ومدي تحقيقه للوعوده علي نفسه ، ولكن يجب أن يكون قياسيا بشكل موضوعي وعادل لكل الأزمات التي كبل بها الوطن وموروث للمواطن منذ أزمنة بعيدة ، والتغيير في التعبيرمنالصمت والجبن للتعبيرعن الرأي إلي شجاعة الجهر حتي الصراخ في وجه المسئول مهما بلغ، وربما التجاوز في جسارة المواجهة حتي الحشد والحشد المضاد رغم مشروعية الإعتراض ومنطقه ، أو سبوبة الخلاف لمصلحة ذاتية دون التمرد لوجه الله والوطن ، ولكن بعد بدء العد التنازلي والحشد للتظاهر في 30 يونيو في وقت نحن المصريين نمربأزمة حقيقية بعدم القدرة علي سماع بعض فالكل أختلف وأتفق علي عدم الأتفاق ، فأصبحنا قنابل موقوتة تمشي علي قدمين علي وشك الأنفجار بمجرد التلامس ، بل بدأ يتخوف الكثيرين من دعوات الحشد والنزول إلي الميادين سواء قبل 30 يونيو أو في يومه والزحف علي الاتحادية لتغيير النظام بالقوة وأخري للدفاع عن شرعيته ، وتحول رفقاء الأمس في ميادين الثورة إلي أعداء اليوم وأصبحوا جيشان للإسلام السياسي ضد الليبرالية وهذا خطأ في التعريف والواقع ، والشعب بين ذاك وذاك تحاصره المشاكل الحقيقية وضاقت عيشته ويئن ويتوجع وسط ضياع إحلامه بالعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية وحريته التي ثار من أجلها قبل عامين ونصف ، بجانب وصول الأمن القومي المصري إلي درجة غير مسبوقة من الخطر المحدق وإنكشافه مما يتطلب وحدة الصف للدفاع عنه ومصالح شعبنا وحقوقه بل وعن كيان مصر ووجودها كدولة . أذن أين المفر والنجاة من الغباء في دفع كل الأطراف إلي حافة الهاوية وصمت صوت عقلاء الوطن ، وتعبئة طرفي نقيض وتهيئة أجواء الحرب ، ولنزع فتيل إرقة الدماء ومصابين جدد من شباب مصر أمل المستقبل وحراسه ، أجد أنه لأبد من تفعيل مبادرة الرئيس مرسي للمصالحة الوطنية الحقيقية واستعداده أن يذهب إلي معارضيه من أجل إنقاذ البلاد ، ولكن أولا بمواجهة الحقيقة والبحث عن أسباب الأحتقان في الشارع المصري بأكمله والبعد عن دفن الرؤوس في الرمال واختزال الواقع في مؤامرة رغم عدم نفي وجود متآمرين ومأجورين وخونة يريدون أستغلال الاحتقان لإفشال ثورة يناير وإحداث فوضي في ربوع البلاد ، ولكن يجب إلا تكون دعوة للحوار فقط بل يصاحبها الإصلاحات السياسية والدستورية العاجلة من تعديل بعض مواد الدستور المتفق علي الخلاف عليها والمقتنع بها شخصيا بضرورة تعديلها، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم وزراء من المعارضة ليشتركوا في حمل المسئولية الثقيلة ، وحل أزمة النائب العام ، وفي المقابل مطلوب من المعارضة قبول المبادرة والتخلي عن العناد من أجل مصر وإعطاء الفرصة الأخيرة حقنا لدماء طاهرة جديدة فالدم المصري خط أحمر وحرمة اراقته واجب وطني وقومي . نعم لدي ثقة رغم مرور عام حاشدا بالأزمات والكوارث من كل أتجاه ، ورغم مرارة حياة كل مواطن من أزمات العيش والوقود والكهرباء وغلاء الأسعار والفوضي والبلطجة ، وما يحاصره الآن من مخاطر نقص الوارد من المياه مما يهدد حياته .. نعم لدي ثقةأن يفعلها الرئيس ويحول نقمة الخلاف والإنقسام وسيناريو الخراب إلي كتابة اسمه بجوار عظماء الحكام المصريين بتلبية أحلام البسطاء في العيش الآمن بواحة أمان الكرة الأرضية مصر، ولدي يقين عند رؤية شباب مصر وما يقدمون من تضحيات بدون أي توجه سياسي وإنما يحركهم فكرهم ووعيهم وطاقتهم التي بلا حدود ، فهم المحرك الفعلي للشارع المصري وتجاوزا المعارضة من حجرات مكيفة وميكروفانات مسمومة .. وكلي سعادة بالتغيير وحرية التعبير بعد قمع سنين عند رؤية شاب رافعا يافطة معارضة للرئيس علي ناصية المقر الرئيسي للأخوان المسلمين بالمقطم منذ أيام ولم يتطاول عليه أحد أو ينهره بأن نسايم الحرية تستحق التضحية. [email protected] لمزيد من مقالات محمد مصطفى حافظ