أخطر ما يتهدد يوم30 يونيو المقبل, نذر العنف وتهديداته التي تنبئ باحتمالات صدام اهلي واسع لا تحمد عقباه, سوف تكون نتائجه وخيمة علي كل الاطراف, لكن الحكم سوف يكون الطرف الأكثر فداحة في خسائره إذا سمح لأنصاره ان يزاحموا المتظاهرين في الميادين, او ان يحتلوها ابتداء ليمنعوا نزول الناس الي التظاهر, مما سينتج عن ذلك عنف دام سيستشري في اماكن عديدة!.., وإذا كان النزول السلمي الي الشارع من حق متظاهري المعارضة, فإن من حق انصار الحكم ان ينزلوا الي أماكن وميادين اخري يتم تحديدها سلفا كي لا يتماس الجمعان ويقع صدام لا تحمد عقباه, برغم ان الفكرة في حد ذاتها تفتقد الصواب لأنها لن تغلق باب العنف, وستزيد من قسمة المجتمع, ولا تفتح طريقا الي التوافق الوطني. وأخطر العناصر التي تهدد أمن مصر في هذا اليوم هم البلطجية والمخربون واللصوص, الطرف الثالث الذي اشعل الفوضي في كل الفتن السابقة!, ثم الثوريون الفوضويون الذين لا يزالون يعتقدون بضرورة هدم اركان الدولة لبنائها من جديد!, وغلمان الشوارع الذين امتهنوا حرفة الخروج عن القانون, وبعض فتوات الجماعات الدينية التي هبطت بدورها الي حدود ان تصبح مجرد هراوة ضد المعارضة, تمارس الادوار الاكثر قبحا, وتعطي لنفسها حق الولاية علي الاخرين برغم ايديها التي لا تزال مخضبة بدماء الابرياء, ولا تخجل من ان تعلن ضمن اهدافها منع اقباط مصر من النزول الي التظاهر بدعوي الحرص علي سلامتهم, في تهديد صريح كان يتحتم ان يكون موضع تحقيق النائب العام!.., ولا أظن ان الشرطة والامن يستطيعان ان يغسلا ايديهما من القضية لمجرد غيابهما عن الساحات والميادين ابراء للذمة وليحدث ما يحدث!, لان مسئولية الشرطة في هذا اليوم ان تحدد بوضوح اماكن التظاهر التي ينبغي تخصيصها لكل من جماعات المعارضة وانصار الحكم بما يمنع الصدام بين الجانبين, وتضمن التفتيش الدقيق علي الداخلين الي هذه الاماكن, وتطبيق القانون بصرامة وحسم علي المخالفين.., وفي جميع الاحوال يتحتم علي الحكم ان يتفهم مطالب المتظاهرين, ويضبط اعصابه ويتجنب ارتكاب اي اخطاء جديدة, ويعلن موقفا واضحا يرفض فيه العنف مهما تكن مصادره, ويدرك ان العناد والاستكبار يغلقان طريق المصالحة الوطنية, ويؤكد التزامه بقبول التغيير بعد ان وجد نفسه في مواجهة حائط مسدود. لمزيد من مقالات مكرم محمد أحمد