إن حرب المياه قادمة, فما فعلته إثيوبيا من تحويل مجري النيل الأزرق تمهيدا لبناء سد النهضة , فتح الباب علي مصراعيه للحرب علي مياه النيل.. وعلينا أن نبدأ بالحوار والتفاهم والدبلوماسية والمشروعات التنموية مع إثيوبيا ومع دول حوض النيل العشر, ومع الدول التي ستسهم في تمويل بناء السد, مثل الصين وإيطاليا وأمريكا. فهذا السد سيتسبب في بوار خمسة ملايين فدان من الأراضي الزراعية بمصر, بالإضافة إلي تخفيض الطاقة الكهربائية المولدة من السد العالي بنسبة30%. وبطريقة موازية للدبلوماسية علينا ترشيد استهلاكنا من المياه بتغيير السلوكيات السلبية, وبالذات في المصالح الحكومية والمحال التجارية والمقاهي ومحطات غسيل السيارات, بالإضافة إلي استعمال الري بالتنقيط بدلا من الغمر في الزراعة, ومراجعة الدورة الزراعية بتقليل المحاصيل التي تحتاج إلي مياه غزيرة والتوسع في إنشاء محطات تحلية مياه البحر في المناطق الصحراوية, والتفكير في تنفيذ قناة جونجلي, التي يبلغ طولها280 كيلومترا والتي ستزيد المياه بكميات كبيرة تعوضنا عن أضرار سد النهضة بالنيل الأزرق بدلا من هدرها في المستنقعات, ولنجعل هذا الحل المستقبلي خطة قادمة عاجلة للتنفيذ, لقد بدأت حرب المياه ولنعرف إلي أين نحن ذاهبون حفاظا علي حق أحفادنا في كوب مياه نظيف. مهندس أمين رزق سمعان وكيل وزارة سابق