كنت على مشارف الموت ضحكا و انا اتابع جلسة الحوار الوطنى الذى عقدته رئاسة الجمهورية الاسبوع الماضى لبحث تداعيات بناء سد النهضة الإثيوبى سيتسبب فى أضرار لمصر، خصوصاً بعدما شهد مداخلات تدعو إلى إثارة القلاقل داخل المجتمع الإثيوبى , و المثير فى الامر ان مصادر أمنية اكدت ان وزارتى الدفاع والخارجية تتوقعان تأثير سلبى كبير وسط الرأى العام الإثيوبى والدولى ضد مصر فى الفترة المقبلة، بسبب الحوار الذى جرت إذاعته، وأن المسؤولين عن تنظيم اللقاء بالرئاسة ارتكبوا خطأً جسيماً بعدم إبلاغ الضيوف بإذاعة الحوار على الهواء. لقد كان المشهد كوميديا بحق , فبعد ان يتسلم الضيف الميكروفون و يدلى باقواله عن الخطط السرية او عن اعمال المخابرات , يفاجأ بان الحوار مذاعا على الهواء و يندهش كمن اكتشف بانه يخلع ملابسه امام الناس , وهذا هو اقل تشبيه يمكن ان يعبر عن هذا المشهد الهزلى , فقد خلعت مصر ثيابها امام العالم من خلال اذاعة هذا الحوار , خاصة و ان معظم الحاضرين ايدوا التدخل المخابراتى المصرى فى اثيوبيا و هو ما يمكن ان يوجه للحكومة المصرية اتهامات بالتحريض على اثارة البلبلة فى المجتمع الاثيوبى و كأننا لا نمتلك سيناريوهات بديلة قانونية مثل التحكيم الدولة او المفاوضات المباشرة او الديبلوماسية الشعبية . ان مصر تمتلك من مقومات القوة الناعمة ما يمكن ان يسارع باحتواء و حل هذة الازمة سريعا , فلو تشكل وفدا يضم فنانين مثل عادل امام و حسين فهمى و يسرا و الهام شاهين مضاف اليهم حسن شحاتة و محمد ابوتريكة و يترأس هذا الوفد دبلوماسى محبوب مثل الدكتور مصطفى الفقى , لتم حل المشكلة . ياسادة , لقد لجأ الرئيس جمال عبدالناصر بعد هزيمة 1967 الى صوت ام كلثوم لرفع معنويات الشعوب العربية حيث قال لها بالحرف الواحد ( يا ثومة انت بتنجحى كفنانة فيما نفشل فيه كسياسيين ) ان ما حدث يعد فضيحة اعلامية مدوية , لقد خلعت مصر ثوبها امام تليفزيونات العالم على الهواء مباشرة , و ظهرت عارية و ابنائها يتوعدون على الهواء باثارة البلبلة فى اركان دولة اخرى , مما اظهر مدى العجز و الوهن الذى اصاب ابناء المحروسة التى اصبحت برعونتهم ,,,,, مفضوحة . لمزيد من مقالات وسام أبوالعطا