ظل ملف مياه النيل حائرا بين ثلاث جهات هي وزارة الخارجية والمخابرات العامة ووزارة الري, ولهذا تاهت القضية في سراديب مؤسسات الدولة زمنا طويلا, حتي وجدنا انفسنا امام كارثة سد النهضة.. لا بد ان نعترف بأن هناك حساسيات تاريخية بيننا وبين اثيوبيا وزاد من هذه الحساسيات التي وصلت الي درجة القطيعة في السنوات الأخيرة محاولة اغتيال الرئيس السابق حسني مبارك في اديس ابابا في التسعينيات وما تركته من ظلال إلا اننا الأن امام قضية خطيرة تمس حياة المصريين ومستقبلهم ولهذا فإن الموقف يحتاج الي الدراسة والجدية والحسم لأن كل يوم يمضي يزيد الأزمة تعقيدا خاصة ان اثيوبيا لا تعترف بحقوق مصر التاريخية والإتفاقيات الخاصة بمياه النيل ولهذا ينبغي ان تسرع مصر بطرح القضية علي المجتمع الدولي من خلال المنظمات الدولية وفي مقدمتها الأممالمتحدة وتلجأ وبسرعة الي التحكيم الدولي وتحاول ان تحصل علي قرار دولي بوقف العمل في المشروع.. ان الإجتماعات الحزبية والسياسية في مصر لا تفيد ولكنها مجرد خطب وتصريحات لأن المهم الأن ان تشعر اثيوبيا بخطورة الموقف علي جانب أخر يجب ان تتواصل مصر مع الأطراف الدولية التي تشارك في مشروع السد ومنها الصين وايطاليا والإتحاد الأوربي ولا مانع من تدخل امريكي ويقال ان هناك دولا عربية خليجية تساهم في هذا السد واستأجرت مساحات كبيرة من الأراضي لزراعتها وهذا يعني الإضرار بمصالح مصر اما ما حدث في اجتماع الرئيس محمد مرسي مع رؤساء الأحزاب والقوي السياسية واذيع علي الهواء وقيل فيه كلام كثير ينبغي ألا يقال في رسم سياسات الدول ومناقشة قضايا الأمن وقد ذكرني بمشهد رائع في فيلم الكيت كات للمبدع محمود عبد العزيز إن هذا الإجتماع سقطة كبيرة تؤكد ان الرئيس في حاجة الي فريق عمل اخر فقد ثبت بالدليل القاطع ان كثيرا مما يدور حول الرئيس يفتقد الدراسة ويحتاج الي قدرات مهنية مؤهلة تتناسب مع اهمية اكبر مؤسسات الدولة وما ينبغي ان يدور فيها, وخاصة في هذه المرحلة الدقيقة..جاء الوقت لتصحيح المسار في فريق العمل الرئاسي بكل تخصصاته. لمزيد من مقالات فاروق جويدة