كتبت - نيرمين قطب: في عام2007 أظهر استطلاع للرأي قام به مركز استطلاع الرأي العام بالتعاون مع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار أن41% من الشباب لم يشاركوا من قبل في أي انتخابات أو استفتاءات. وأن29% من الشباب الذين لم يشاركوا في أي انتخابات أو استفتاءات سابقة كان مبررهم هو عدم وجود وقت لديهم! وأظهر الاستطلاع أن5% فقط من المشاركين ينتمون إلي أحزاب سياسية, أما أسباب الانتماء لها فإما لوجود أقارب وأصدقاء في نفس الحزب أو لاعتقادهم أنه يعطي فرصة لتحسين وضع البلد أو لأن الحزب هو الأقوي والأكثر شعبية. وأكد الاستطلاع أن الأكثر مشاركة هم الشباب من الذكور في الفئات العمرية الأكبر سنا من25 إلي35 سنة وأصحاب المستويات التعليمية المرتفعة وأصحاب المستويات الاقتصادية المنخفضة في الريف وفي محافظات الوجه البحري وأنهم أيضا الأكثر استعدادا للمشاركة المستقبلية في الانتخابات أو الاستفتاءات. ما أوضحته الاستطلاعات قاله الدكتور شريف عمر رئيس لجنة التعليم بمجلس الشعب الذي أكد ارتفاع نسبة المشاركة في الانتخابات من جانب مواطني القري والأرياف المصرية بشكل كبير, وفسر ذلك بأن اهتمام المواطن البسيط في هذه المناطق بالعملية السياسية والانتخابات يساوي اهتمامه بمصالحه اليومية مثل رصف الطرق وتوافر المستشفيات والعلاج وبناء المدارس وزيادة أسعار المحاصيل وتوفير المياه للري.. وغيرها من الاهتمامات التي ينتظرها المواطن من عضو مجلس الشعب ومدي استجابته وتحقيق هذه المطالب والخدمات داخل البرلمان, كما أن هذا العضو يكون مرتبطا ارتباطا وثيقا بالمواطن في القري والارياف في أفراحه واحزانه ومشكلاته, فيثق المواطن فيمن يمثله لأنه علي اتصال دائم به كما أنه ينتمي إلي كبري العائلات في هذه القري وأكثرها تأثيرا علي توجيه الرأي العام هناك. الديمقراطية المنزلية الدكتورة هالة حماد استشاري الطب النفسي تلقي الضوء علي أسباب هذا العزوف وتعيدها إلي انشغال المواطن بالبحث عن لقمة العيش وفقده الأمل في التغيير أو الوصول إلي الديمقراطية الحقيقية التي للأسف يقتل الاقتناع بها في مهده ومنذ الصغر! فداخل الأسرة يكون الأب والأم هما أصحاب الرأي الأول والأخير ولا يتاح للطفل أو المراهق أن يبدي أي اختلاف مع أولياء الأمور, فكيف نطالب من نشأ علي التفرد بالآراء بأن يعتنق الديمقراطية ويمارسها؟! لذلك لابد أن نسمح للطفل بأن يبدي رأيه ولو في أبسط الأشياء مثل مكان المصيف أو النزهة الأسبوعية ونحترم رؤيته ونشرح أسباب رؤيتنا, وهذا الأسلوب يعطي الطفل ثقة كبيرة بالنفس. فلا ينشأ علي الإحساس بالعجز وعدم القدرة علي التغيير والسلبية التي نشاهدها في المجتمع الآن, وكذلك غياب الرغبة في إبداء الرأي وانعدام الثقافة الفكرية والسياسة, وهذا ما أكده استطلاع لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار حيث إن1% فقط من إجمالي الشباب في العينة يعرفون الرقم الصحيح للأحزاب السياسية الموجودة في مصر وهنا يأتي دور الدولة في تعريف المواطن بالانتخابات فكما يحدث في الدول الأوروبية التي لا تصل فيها نسبة المشاركة إلي100% كما يعتقد البعض يستطيع المواطن أن يتعرف علي المرشح من خلال الجرائد المحلية والبرامج التليفزيونية من خلال رؤية موضوعية لا تميل إلي التلميع أو التقليل من شأن المرشح بالإضافة إلي تنظيم مناظرات تبدي مميزات وعيوب كل مرشح وبرامجه. ويري الدكتور ماهر الصواف عميد معهد الاقتصاد أن العزوف عن المشاركة السياسية هو نتيجة رواسب اجتماعية وسياسية واعتقادات خاطئة عرفها المجتمع المصري لسنوات طويلة وتتمثل في أن الاعتقاد بالمشاركة لن تغير من الأمر أي شيء, وأن فرص التدخل من الإدارة والحكومة متوافرة وفي الغالب هي قادرة علي التأثير علي النتائج لمصلحة أشخاص بعينهم مرغوب فيهم وهذا اعتقاد خاطئ. أيضا هناك عدد كبير من المثقفين يتجنبون الذهاب إلي الانتخابات خشية المعاملة غير الكريمة من القائمين عليها أو سوء إدارتها, حيث قد تطول فترات الانتظار, أو أن تكون الجداول غير منتظمة أو يستخدم العنف والقوة بين أنصار المرشحين وكذلك التأثر بما ينشر في القنوات الفضائية بأن بعض المرشحين لا يصلحون لخدمة المجتمع والصالح العام وإنما يعملون في حقيقة الأمر لمصالحهم الشخصية. كما قد يعزف بعض الناس لعدم معرفتهم لشخصية المرشحين أو عدم وضوح برامجهم أو لضعف الثقة في بعضهم. وأخيرا.. فإن استخدام أساليب وسلوكيات غير مرغوبة مثل الرشوة الانتخابية التي تجعل الناخبين غير راغبين في المشاركة لوجود شبهة في بيع أصواتهم.