لم تتغير نظرتي إلي رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وحزب التنمية والعدالة خلال فترة حكمهما لتركيا المفعمة بالاستبداد والفساد, وعبرت عن ذلك لعديد من المناسبات في هذا المكان, وكان مبعث اهتمامي بالملف هو أن في مصر من ينظر إلي النموذج الذي يمثله أردوغان وحزبه باعتباره مثلا أعلي يحتذي, ومبعثا لاستلهامات متتالية صيغت أجمعين تحت عنوان( التتريك) وضرورة توخي وتعقب خطوات ذلك, الرجل هناك علي شاطيء البسفور وإستنساخها وتطبيقها في بلدنا... والآن فإن إندلاع الأزمة الكبيرة بين أردوغان والمعارضة بسبب خلاف بيئي يتمثل في إزالة حديقة من ميدان تقسيم في إستامبول, وتحول الخلاف إلي نزاع سياسي أفضي إلي مئات الجرحي والمعتقلين, يطرح من جديد مدي نموذجية النموذج التركي أو جدوي فكرة التتريك الخرقاء.. هل تتذكرون تصريحات سعادتلو أردوغان إبان أحداث يناير1102 في مصر والتي أفاض فيها عبر تدخل كريه وسخيف حديثا عن سلطوية النظام المصري, وانعدام ديمقراطيته وضيقه بالمعارضين؟.. إن نظرة واحدة إلي قمع رجب بك للمتظاهرين في بلاده, وحديثه المليء كراهية ورفضا وعنفا عن المعارضة يقول بأن الرجل من خلال أزمة تقسيم يضيف دليلا جديدا علي زيف النموذج الذي يطرحه, وصحيح أن البيئيين يشكلون مع النقابيين ومناهضي العولمة أضلاع مثلث اليسار الجديد عالميا, ولكنني هنا أتكلم عن البعد السياسي المباشر للموضوع, وعن نظرة أردوغان بك أفندم للمعارضة في بلاده, وقد نسي فيما يبدو زرزرته علي مصر وتدخله المقيت في شئونها بحجة حماية المعارضة ونصرة الديمقراطية والذي بلغ درجة غريبة في التهجم علي سيادة الدولة المصرية يوم جاء في زيارته الشهيرة بعد يناير, واعتدي رجال أمنه بالضرب المبرح علي حرس مجلس الوزراء المصري, ولم يجد من يزجره أو يرده سوي فايزة أبوالنجا التي صاحت فيه بضرورة التزامه قانون البلد الذي يقف علي أرضه... وقد آن الأوان للكف عن الإعجاب برئيس الوزراء التركي وبحزبه لأن جوانب الأكذوبة فيهما أكثر حضورا بكثير من جوانب الأسطورة.. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع