فشلت أمريكا في تغيير العراق رغم الاحتلال والخسائر البشرية والمالية التي تحملتها وفشلت في تدمير إيران رغم العقوبات والضغوط الدولية.. وفشلت في حماية إسرائيل رغم كامب ديفيد واتفاقيات السلام وفشلت قبل هذا كله في مواجهة الإرهاب ولم تنس حتي الآن11 سبتمبر وتوابعه. .وامام هذا كله وبدلا من ان تقاوم امريكا الإرهاب في اراضيها وتحتل افغانستان والعراق وتقيم القواعد العسكرية قررت ان تفتح الباب كاملا لكل الوان الإرهاب في العالم العربي والإسلامي.. وانتهزت امريكا فرصة وصول الإسلاميين الي السلطة في مصر وتونس واليمن وليبيا وربما سوريا ولا مانع من العراق لكي تتحمل هذه الحكومات الإسلامية الجديدة مسئولية مواجهة الإرهاب.. قالت لمصر وحكومتها الإسلامية عليكم بحماس وغزة والفلسطينيين وتركت تونس للصراعات بين حزب النهضة والتيار السلفي الجهادي..وانتشرت فصائل العنف الإسلامية في ليبيا ومازال الصراع دائرا في اليمين.. ولم تنسي ان تشعل فتنة قديمة بين السنة والشيعة بدأت بالعراق ثم البحرين ثم عمان والسعودية وقد تجتاح العالم الإسلامي كله.. ارادت امريكا بذلك ان تصدر للعرب والمسلمين امراضهم الفكرية والدينية والحضارية وتنتظر بعيدا نتائج هذه الصراعات والمعارك.. إن الحكومات الإسلامية الآن تتحمل مسئولية كبري امام العالم في تصفية الإرهابيين الذين يرفعون راية الإسلام.. وماهي مبررات الإرهاب إذا كان الإسلاميون قد وصلوا الي السلطة واصبحوا الآن حكاما واصحاب قرار وماهو المانع ان تشتعل المعارك بين السنة والشيعة وبينهم تاريخ طويل من الكراهية والدماء وقبل هذا كله ان الصراع بين الإسلاميين باختلاف تياراتهم سوف يصب في النهاية في صالح امن إسرائيل وضمان تدفق البترول الي الغرب وهذا كل ما تريده امريكا من هذه المنطقة من العالم. المطلوب الآن من القوي الإسلامية المعتدلة والإرهابية ان تصفي المواقف بينها.. والمطلوب من الحكومات الإسلامية التي ساندتها امريكا ان تثبت الولاء لأمريكا فتحافظ علي امن إسرائيل وتضمن تدفق البترول وقبل هذا كله ان تمنع الإرهاب من الوصول الي امريكا ولا مانع ابدا من ان يبقي في الدول العربية والإسلامية بحيث تأكل بعضها بعضا. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة