الغدر الرهيب

لم يكن يدري أن نهايته ستكون علي يد صديق عمره الذي لم يبخل عليه بشيء وأن ذهابه معه لتسلم أمواله التي كانت لديه ما هي إلا حيلة ماكرة من شيطان يترصد له حتي إذا حانت ساعة القدر سينقض عليه كالوحش الكاسر ليطعنه من الخلف معتقدا أنه أفلت من عدالة السماء.
ولكن القدر أرسل اليه موظفا ليكون شاهد عيان علي الواقعة والذي قام بدوره بالاتصال برئيس المباحث يخبره بأنه رأي شابا لايعرفه قام بذبح آخر كان يركب معه دراجة بخارية ثم قام بإلقائه في الترعة وعندما سأله لماذا فعل ذلك برر بأنه حساب قديم فاعتقد الشاهد أنها خصومة ثأرية وفي قسم الشرطة تعرف علي القاتل.
كان اللواء أبوالقاسم أبوضيف مدير أمن أسيوط قد تلقي إخطارا من العميد ممدوح فرج مأمور مركز شرطة القوصية بالعثور علي جثة لشاب في العقد الثالث من عمره مذبوحا وملقي بترعة العقولة بنجع مير. وعلي الفور تم تشكيل فريق بحث بقيادة اللواء حسن سيف مدير المباحث الجنائية ضم كلا من الرائد عمرو حلمي رئيس مباحث القوصية وهشام عسقلاني معاون المباحث ومصطفي رشاد معاون الضبط حيث تم التوصل ان الجثة لشاب يدعي أيمن هارون عبد الرشيد25 سنة فلاح وانه يتاجر في الأسلحة والذخيرة وأنه تربطه صداقة بشاب يدعي أحمد20 سنة فلاح ومجند بسجن القناطر الخيرية وكان في إجازة ودلت التحريات أنه اتفق مع المجني عليه علي شراء بعض الذخيرة وأنه ماطل في سداد ثمنها وعند مطالبة المجني عليه بالمبلغ بطعنه بالسكين وألقي جثته في الترعة. وكشفت تحقيقات النيابة التي أشرف عليها المستشار عبد العزيز عبد المالك رئيس نيابة القوصية وباشرها محمد الليثي وكيل النيابة عن أن المجني عليه قام يوم الحادث باستضافة صديقه الذي كان في اجازة بمنزله وعقد تناول الطعام وطالب أيمن صديقه بالمبالغ المالية التي لديه الخاصة بتجارة السلاح بينهما وقيمتها15 ألف جنيه فطلب منه المجني عليه أن يقوم بتوصيله الي منزله لإعطائه جزءا من المبلغ علي أن يدبر له الباقي في وقت لاحق ونظر واقترض القتيل دراجة جاره للتوجه الي مسكن المتهم أحمد للحصول علي النقود, وفي الطريق طلب أحمد من أيمن أن يسلكا طريق ترعة العقولة بنجع مير ليختصرا الطريق وما أن اقتربا من بوابة حجز المياه بالترعة حتي سدد المتهم طعنة من الخلف وذبحه بسكين وقام بإلقائه بالترعة وتصادف وجود موظف والذي قام بسؤال القاتل لماذا فعل ذلك فأجابه القاتل حساب قديم بين وبينه وصفناه واعتقد القاتل ان الموظف لن يعرفه وعلي الفور أبلغ الشرطة التي ألقت القبض عليه.