هي امرأة التفت بعباءة الشيطان وتوجت رأسها بالغدر والنذالة وسرت دماء الخيانة في عروقها وتنسمت رائحة الانتقام وبرغم الأمومة الزائفة والعشق لفلذة الكبد وعدم القدرة علي الفراق زاغ بصرها علي طليقها وشدته إلي عالم الجريمة وبيديه الملوثة وتفكيرها الشيطاني قتلا زوجها ليخلو لهما الجو وتعود ثانية إلي عصمته بعد سنوات الطلاق الطوال ليتأكد القول إن وراء كل جريمة إمرأة. القصة المأساوية وقعت أحداثها بحي المساعيد بمدينة العريش عندما استيقظ الأهالي علي اصوات صراخ وهرج ومرج في المنطقة الهادئة وتبين عثور المارة علي جثة لرجل في العقد الرابع من العمر, وقد انفصل جزء من رأسه عن جسده, بالإضافة إلي طعنات في القفص الصدري وقطع في الأذنين, وقام الأهالي بابلاغ الشرطة, وامرت النيابة بنقل الجثة إلي مشرحة مستشفي العريش. توصلت تحريات المباحث إلي تحديد شخصية القتيل المجهول, وأسفرت الجهود عن أن وراء مقتله زوجته التي دأبت علي افتعال المشاجرات معه, وفي منتصف الليل داهمت شقتها قوات من الشرطة والقت القبض عليها واعترفت بتفاصيل جريمتها البشعة كاملة. قالت في اعترافاتها إنها تزوجت في بداية حياتها من سائق يقيم بمحافظة القليوبية وانجبت منه طفلتها حبيبة, إلا أن الخلافات نشبت بينهما ودأب علي ضربها أمام اسرته حتي استحالت العشرة بينهما, وقام بتطليقها ولكي تنال منه تركت له طفلتها لتكون حجر عثرة في طريق زواجه من أخري, ولأنها كانت صغيرة السن أصرت أسرتها علي تزويجها من آخر وتزوجت من شاب لم يسبق له الزواج واقامت معه بمدينة العريش وانجبت منه ثلاثة من الأبناء وتفاني في عمله لتلبية طلباتها وتوجها ملكة علي عرش أسرته وعائلته, وكان بين الحين والآخر يسمح لها بزيارة ابنتها من زوجها الأول في منزل أسرتها بمحافظة القليوبية إلا أن نيران الغيرة من الزوج الأول كانت تسري في عروقه, وخاصة بعد كثرة طلبات الزوجة برؤية ابنتها مرتين في الأسبوع والسفر إلي حيث يقيم الطليق حتي انتابت الزوج ثورة الشك واقسم علي زوجته عدم السفر لرؤية ابنتها ورفض اقامة ابنتها معها ومنعها من محادثة طليقها تليفونيا للسؤال عن ابنتها. ولكن يبدو أن الابنة كانت الحجة للسفر ومقابلة الطليق, وعادت اواصر الود والمحبة بين الاثنين. واتفقا علي العودة ولكن كيف والزوجة في عصمة آخر وطريق المحاكم والخلع والطلاق قد يستغرق سنوات والعاشقان لا يقدران علي البعاد اكثر من ذلك ولم يجدا أمامهما سبيلا سوي ازهاق روح الزوج وقتله ليخلو لهما الجو؟! رسمت الزوجة الشيطانة الخطة لطليقها واتفقا علي التنفيذ, وبعد ان تناولت العشاء مع زوجها وأبنائها وضعت لشريك العمر كمية من المخدر في العصير وبمجرد ان تناوله راح في غيبوبة تامة, واتصلت بطليقها بعد أن فقد زوجها الوعي وسهلت دخوله لشقتها وارشدته عن الغرفة التي ينام فيها زوجها واختبأ خلف ستارة الغرفة ليكون بعيدا عن أعين الابناء الثلاثة. انتظرت حتي استيقظ الابناء وارسلتهم إلي احدي جاراتها بزعم ذهابها إلي المستشفي وتفرغت وطليقها لقتل زوجها, حيث انهالا عليه بآلة حادة علي رأسه ثم فصلا جزءا من رأسه عن جسده بسكين وسددا إليه العديد من الطعنات في الصدر حتي فارق الحياة ثم قاما بلفه داخل كيس بلاستيك وملاءة وسجادة وتركاه علي فراشه حتي أسدل الليل أستاره. وقاما بوضعه داخل السيارة الميكروباص التي يعمل عليها المتهم وألقياه في الشارع ولاذا بالفرار ثم القيا السجادة والملاءة اللتين لفا بهما جثة الزوج علي الطريق الدائري بالعريش, وبعدها قامت الزوجة باحراق كيس المرتبة والوسادة الملطخين بدماء الزوج أعلي سطح العقار الذي تقيم فيه. بدأت الزوجة رحلة البحث عن زوجها المختفي وهي تذرف دموع التماسيح وتفتعل القلق والاضطراب حتي فوجئت بقوات الشرطة تداهم شقتها وتضبطها, واعترفت.