حسن خلف الله : فاز الزمالك علي تليفونات بني سويف2/ صفر في المباراة التي أقيمت بينهما أمس باستاد المقاولون العرب. في ختام مباريات الاسبوع العاشر للدوري, وحقق هدفه بالحصول علي النقاط الثلاث ليرفع رصيده الي61 نقطة تقدمت به للمركز الرابع ومازال يمتلك مباراتين مؤجلتين مع المصري ووادي دجلة, في حين ظل التليفونات يحمل نفس رصيد ال21 نقطة في المركز العاشر. تلك هي النواحي الحسابية للفريقين بعد النتيجة السابقة, ولكن كيف كانت أحداث تلك المباراة التي سجل هدفيها حسين حمدي وأحمد حسام ميدو, ولماذا كان شوطها الأول أفضل من نظيره الثاني, وما هي لقطتا.. وتساؤل الشوط الأول, وكيف لعب العقل في ملعب كرة القدم؟!.. كل ذلك يمكن قراءته في النقاط التالية: (1) كان متوقعا إن يلعب الزمالك بنزعة هجومية, لذلك اعتمد علي طريقة4 4 2 التي خطط لها حسن شحاتة أن تتحول ل4 2 4 في حالة امتلاك الكرة بانضمام احمد حسن وشيكابالا للمهاجمين الصريحين احمد جعفر وحسين حمدي, ويؤمنهما من الخلف محورا الارتكاز الميرغني وابراهيم صلاح, إلي جانب دور الظهيرين احمد سمير يمينا وصبري رحيل يسارا سواء كان هجوميا أو دفاعيا بعودتهما سريعا لمساندة المدافعين صلاح سليمان وهاني سعيد. هكذا لعب الزمالك علي أمل ان يجد منافسا يمكن الضغط عليه بهذه الطريقة.. فماذا وجد؟! (2) وجد الزمالك تليفونات بني سويف اعد العدة الدفاعية المتماسكة بشكل جيد في البداية من خلال اللعب بطريقة3 4 2 1 وبليبرو هو شادي محمد وامامه مدافعان هما علي الفيل واحمد مودي ينضمان كثيرا لمحوري الارتكاز حسين محمد وعثمان بامبا وهو ما جعل اداء وسط التليفونات أكثر كثافة ودفاعا وافسد كثيرا من العاب الزمالك وقلل خطورته كثيرا في البداية وفصل بين خطوطه, واستغل ذلك التليفونات لزيادة ادائه الهجومي من ناحية اليمين بوجود احمد غانم سلطان واحمد شكري, وهو ما جعل صورة التليفونات تبدو جيدة حتي الدقيقة52 من زمن الشوط الأول رغم انه يلعب بمهاجم واحد هو مصطفي مهنا ولكنه كان مرهقا لدفاعات الزمالك وحارسه عبدالواحد السيد برأسية في الدقيقة02 وانفراد بعدها بأربع دقائق.. وبدأت مخاوف جماهير الزمالك تظهر لكنها لم تستمر طويلا! (3) رغم الانتقادات الكثيرة التي أحاطت بأداء خط وسط الزمالك في اغلب الفترات إلا ان التفوق الهجومي المعتمد علي الخبرة أكد مقولة السيطرة وحدها لاتكفي.. المهم الأهداف وهذا ما قام به اصحاب الهوايات الهجومية في الزمالك وتحديدا في الدقيقة26 من زمن الشوط الأول, وقدموا نموذجا للمنافس يقول: كيف تخترق الخصم وتسجل هدفا في مرماه بالتحرك الجيد وتمرير الكرة بسرعة فمرر احمد جعفر الكرة لشيكابالا وتحرك سريعا في مكان جيد ينتظرها قادمة ببراعة شيكابالا تنادي جعفر داخل منطقة مرمي التليفونات, ونظر جعفر فرأي حسين حمدي في مكان جيد فمنحها له ليسجل الهدف الأول للزمالك في مرمي أحمد فوزي حارس التليفونات الذي اندهش مع زملائه من تلك البراعة التي نفذت بها تلك الجملة.. وهذا الهدف!! (4) هدف الزمالك لم يكن مجرد رقم حملته لوحة ستاد المباراة, وانما كان بمثابة انتفاضة هجومية جعلت شيكابالا يعود لمراوغاته وجعفر وحسين حمدي يعودان لخطورتيهما, ولاسيما ان الأخير ظهر بعدها بثلاث دقائق منفردا باحمد فوزي من جديد بعد تلقيه كرة ذكية من شيكابالا, ولكن حارس التليفونات انقذها واستعاد الزمالك حيوية وارتجفت أقدام لاعبي التليفونات, فلم تعد ثابتة, وحاول ان ينهي هذا الشوط بتلك النتيجة وكان خائفا من تلك الضربة الثابتة التي احتسبها حكم المباراة في الوقت المحتسب بدل الضائع لانها كانت بداخل منطقة مرماهم, ولكنها مرت بسلام وانتهي الشوط الأول بهدف مقابل لاشئ للزمالك ولكنه ترك خلفه تساؤلا ولقطتين احداهما لطيفة للمعلم حسن شحاتة حين لعب الكرة بكعبه, واللقطة الثانية غير لطيفة حملت سبابا للحكم فهيم عمر!! أما التساؤل فأين احمد حسن؟! (5) حال الزمالك مع بداية الشوط الثاني لم يكن المانح للأطمئنان بأنه سيؤكد الفوز بإضافة هدف ثان, وكذلك حال التليفونات لم يعكس الصورة التي تقدم معطيات بأنه فريق قادر علي تحقيق التعادل, ومن هنا ظهر اللعب المسمي بالسجال, فتارة تذهب الكرة في اتجاه مرمي التليفونات. وتارة أخري تعود في الاتجاه المعاكس وثالثة تدور وتلف بين الأقدام في وسط الملعب, وتحولت الكرات القريبة من المرميين إلي ما يوصف بالعرضيات والطوليات واختفت التمريرات القريبة والجمل الخطيرة فظهر الملل.. واختفت الاثارة. وبدأ الترقب للتغييرات, فهو شوط المدربين, وقد يلعب العقل في ملعب كرة القدم!! (6) يمكن القول فنيا أن ما فعله حسن شحاتة باشراك عمر جابر في الوسط علي حساب أحد المهاجمين وهو حسين حمدي, تفكير مناسب وفقا لأحداث اللقاء ومحاولته إيجاد كثافة في وسط ملعب الزمالك الذي شابه كثير من الملاحظات, كما ذكرت سابقا, وبعدها دفع باللاعب قطة بديلا لأحمد حسن هو تفكير جيد أيضا, فأحمد حسن لم يكن يومه ولم تكن مباراته ثم كانت ورقة شحاتة الثالثة ناتجة عن رغبته في منح أحمد حسام ميدو بعض الوقت فأشركه في آخر ربع ساعة بدلا من أحمد جعفر وهو تغيير ذو هدف نفسي أكثر, وفي المقابل قام حمزة الجمل باجراء تغيير تقليدي باشراك مهاجم هو عبدالحميد شبانة بدلا من المهاجم الوحيد الذي لعب به من البداية وكان جيدا وهو مصطفي مهنا, وبعدها بقليل قام بتغيير مماثل إلي حد كبير باشراك الايفواري كيفن كواديو بديلا لأحمد شكري ولم يقدم علي التغيير الثالث.. وكأن الجمل أراد أن يقول هذه أوراقي لعلها تفيد!! (7) تغييرات شحاتة كانت الأفضل عمليا وسط المستوي الأقل فنيا للشوط الثاني عن نظيره الأول, فمن خلالها كثف دفاعاته في الوسط ومازال محافظا علي نشاطاته الهجومية باضافة قطة وميدو, وانتفض فجأة ظهيره الأيمن أحمد سمير في انطلاقة خد.. وهات مع شيكابالا, ليتلقي الكرة ثانية في الوضع منطلقا ويمرر عرضية جيدة يسجل منها ميدو الهدف الثاني للزمالك في الدقيقة63 من زمن الشوط الثاني واطمأن الزمالك للفوز وحصد النقاط الثلاث, في حين لم يفلح حمزة الجمل فيما فعله لأن أداء شبانة لم ينصفه, في حين كان النشاط القليل الذي ظهر علي كواديو غير مجد.. وبالتالي لم تحمل نهاية الشوط الثاني والمباراة جديدا.. وبقي الحال بفوز الزمالك2/ صفر وأنتهي اللقاء!!