أعلن مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا الأسبق, ورائد النهضة الاقتصادية في ماليزيا, أن بداية انطلاق تجربة النهضة الماليزية كانت أصعب بكثير من انطلاقها في مصر, نتيجة لاختلاف طبقات المجتمع وتنوعها, موضحا أن بلاده بدأت نهضتها بالاهتمام بالقطاع الزراعي, ثم انطلقت بعد ذلك إلي الصناعات الخفيفة, ثم الانتقال إلي الصناعات الكثيفة, وكانت أبرز هذه الصناعات صناعة السيارات, حيث تمكنت من إنتاج أول سيارة بنسبة100%, وكانت هذه هي بداية التحول الحقيقية في ماليزيا. وقال مهاتير أمس في كلمته بمؤتمر تجارب النهضة الذي ينظمه فريق النهضة بحزب الحرية والعدالة وحضرته شخصيات محلية ودولية, وسفراء دول أجنبية إن ماليزيا قد اهتمت بشكل كبير بإعادة بناء البنية التحتية للبلاد, وذلك من خلال التعاون مع القطاع الخاص لدعم حركة النمو التجاري بين الطرفين, وتركزت هذه المشروعات علي الطرق والكهرباء والمياه, مؤكدا أن هذه المشروعات كانت في الأساس في مصلحة المواطن البسيط, كما أسهمت في دعم حركة التجارة وتسهيل عمليات التبادل التجاري بين ماليزيا وأي دولة أخري. وأشار إلي أن أهم ما ميز مشروع النهضة الماليزية أنه ركز علي مصلحة المواطن الماليزي من خلال توفير فرص العمل له, والحياة الكريمة, والدخل المرتفع, وهو ما جعل المواطن يترك الخلافات السياسية ويتجه إلي العمل والإنتاج. وذكر أن عدد سكان مصر ثلاثة أضعاف ماليزيا, وهو ما يجعل المهمة في التجربة المصرية أيسر, ويساعد علي ذلك أن شعب مصر متميز بأن نسيجه المصري متجانس لا يوجد به خلاف ولابد من الاستفادة من هذا, وهو ما كانت تفتقر إليه ماليزيا. وعن تجربة ماليزيا مع صندوق النقد الدولي, قال مهاتير محمد: إن صندوق النقد كان فترة يؤكد أن طريقة الإدارة الماليزية للبلاد والاقتصاد جيد, ثم يعود ويتحفظ علي البرنامج الاقتصادي مرة أخري, وهو ما جعل ماليزيا تدفع فاتورة تخفيض عملتها المحلية نتيجة لاستشارة صندوق النقد, موضحا أن ماليزيا فضلت الاتجاه إلي الاعتماد علي نفسها في بناء الاقتصاد, والبعد عن نصائح صندوق النقد. ومن جانبه, ذكر المهندس خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين أن التجربة الماليزية هي الرائدة للعالم الإسلامي, وركزت علي بلورة رؤية شاملة للنهضة, موضحا أنهم أحدثوا توافقا مجتمعيا حول هذه الرؤية.
