عار علينا أن توضع مصر ضمن الدول الأقل حرية في مجال الصحافة والإعلام علي المستوي العالمي بعد ثورة كانت الحرية بمختلف جوانبها في مقدمة أهدافها. فقد اتفقت ثلاثة تقارير عالمية أساسية تزامن إصدارها خلال الأسبوعين الأخيرين علي أن ترتيب مصر بين دول العالم يتراجع في مجال حرية الصحافة. ولعل أكثر هذه التقارير أهمية ومصداقية هو تقرير منظمة مراسلون بلا حدود حول الحريات الإعلامية, الذي يصدر في اليوم العالمي لحرية الصحافة(3 مايو). فقد تراجع ترتيب مصر, في هذا التقرير الذي يصدر عن منظمة معروفة بمهنيتها وحيادها, من المركز141 إلي المركز179 وباتت مهددة بالانتقال من الدول التي تصنف بأنها حرة جزئيا إلي الدول التي تفتقد الحرية. وسجل تقرير منظمة فريدام هاوس بدوره هذا التراجع, ولكنه ذهب إلي مدي أبعد, حيث خلص إلي وضع مصر ضمن الدول التي انتقلت بالفعل إلي منطقة الدول غير الحرة, وكذلك فعل التقرير الأمريكي الرسمي عن حقوق الإنسان في العالم, حيث جاءت مصر ضمن الدول الأكثر انتهاكا للحرية, ويعود هذا الفرق إلي أن التقريرين الأخيرين يأخذان في الاعتبار الهجوم الذي تتعرض له وسائل الإعلام, والتهديدات التي توجه ضدها من حكومات أو أحزاب وشخصيات مؤيدة للسلطة, ولا تكتفي بالانتهاكات الفعلية, وتسجل مصر الآن معدلا قياسيا في حجم الهجوم علي وسائل الإعلام ومعدلات تهديدها, ويثير مثل هذا الهجوم والتهديد قلقا متزايدا في الأممالمتحدة أيضا. فقد اهتم أمينها العام بان كي مون, في بيانه بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة, باستنكار الهجوم الذي تتعرض له وسائل الإعلام في بعض دول العالم من خلال التهديد والتخويف من جانب الحكومات أو المؤسسات وغيرها من أصحاب المصلحة في إخفاء الحقائق عن الرأي العام,وتكميم أفواه الصحفيين وغيرهم ممن يعبرون عن آرائهم. فقد توسع مفهوم الصحافة والإعلام في العالم ليشمل كل من يعبر عن رأيه عبر مختلف الوسائط, وصار هذا التوسع ضمن العوامل التي أدت الي خفض مركز مصر بين دول العالم في مجال حرية الصحافة والإعلام,الأمر الذي يفرض عملا جادا لإنقاذها, خاصة بعد أن أعرب الاتحاد الدولي للصحفيين عن قلقه من الخطر الذي يهدد سلامة أصحاب الرأي وطالب بحمايتهم, فلننقذ حرية الصحافة وننفض عن كاهلنا العار الذي يلاحقنا0 لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد