ليسوا أبطالا خارقين.. أو عباقرة نادرين.. كل ما في الأمر أنه كان لديهم حلم صمموا علي تحقيقهمهما يكن حجم الجهد أو كثرة العراقيل.. ولأنهم عرفوا منذ البداية أن الطريق ستكون شاقة وطويلة.. لذلك تحلوا بالإصرار والصبر الجميل. فوالت ديزني الذي يعد أحد أهم الرجال في القرن العشرين.. لم يسمح لأحد أن يطفئ وهج حلمه الذي بزغ فجأة في أفق حياته في بداية سنوات شبابه.. وهو انشاء مدينة ملاهي.. رسم التفاصيل في خياله قبل أن يرسمها علي الورق.. ثم راح يجري في كل الاتجاهات.. باحثا عن ممولين.. دق بابا وراء باب.. دون مجيب.. لكن أبدا ما كان يمكن للفتي ديزني أن يتخلي عن حلم عمره.. وأخيرا وبعد أن دق300 باب وجد من يوافق علي تمويل مشروعه.. وهكذا تعالت ضحكات وصرخات آلاف من الصغار والكبار وهم يطيرون في الهواء داخل أرجوحات مدينة الملاهي التي أقامها في ولاية كاليفورنيا والتي أصبحت أشهر مدينة ملاه في العالم. في الوقت الذي كان فيه ديزني يغزو عالم التسلية.. كان هناك صبي صغير اسمه جلين كننجهام يحلم بأن يصبح حين يكبر عداء أمريكا الأول.. لكن حدث ما جعل حلمه يدخل في دائرة المستحيل.. فقد أصيبت قدماه إصابة بالغة في حريق شب في مدرسته.. وعرف كل من حوله انه لن يتمكن من المشي مرة ثانية.. لكن المثير والمدهش أن أمه كان لها اعتقاد آخر.. كانت تؤمن بأن المعجزات دائمة الحدوث لكن قليلين يدركون ذلك.. وحدثت المعجزة.. واستطاع جلينأن يمشي بل أن يجري ويصبح أسرع عداء في العالم في سباقات الميل الواحد. من لديه حلم.. لا يبالي ولا يهتم بآراء الأهل والأصدقاء.. يعرف أن هناك من سيقول له إنه حلم مجنون لا يمكن تحقيقه.. أو أنها فكرة حمقاء ينبغي التخلص منها.. ويعرف أيضا أن عليه أن يبحر وحده في قارب أحلامه.. هكذا فعل تيد ترنر أول من فكر في إنشاء قناة تليفزيونية للأخبار فقط.. فلو كان استمع لنصائح أصدقائه لظلت قناة ال سي إن إن في عالم الغيب. أيضا.. سلفستر ستالوني الذي كتب ومثل سلسلة أفلام روكي التي حققت نجاحا مذهلا عند عرضها في أمريكا لم يتوقف أمام الكلمات القاسية المحبطة التي قالها له أكثر من خمسين منتجا في هوليوود وهو يحاول تسويق نص أول فيلم في هذه السلسلة.. لأنه كان يؤمن بأن من يتشبث بحلمه من النادر أن يعود خاوي الوفاض. كذلك يدرك من لديه حلم أنه سيتعرض في البدايات للهزائم والإخفاقات.. كما حدث لجورج برناردشو الذي أضحي من ألمع الكتاب.. فقد ظل لمدة تسع سنوات يسمع جملة واحدة فقط هي غير صالحة للنشر عندما كان يعرض مؤلفاته علي الناشرين أو مقالاته علي المسئولين في الصحف والمجلات.. لكنه لم يستسلم.. لأنه كان يعرف أن من يتجه صوب حلمه عليه أن يتحلي بالصبر. لقد استطاع كثيرون.. في أحلك الأيام.. وفي أقبح الأماكن أن يحققوا أحلامهم.. أما هؤلاء الذين تخلوا عنها عند أول منعطف.. أو نسوها وهم يلهثون وراء قوت يومهم.. فقد فاتهم الشعور بروعة اللحظة التي يرون فيها حلمهم وهو يشرق في سماء حياتهم. ويقول من لديهم خبرة في أمور الحياة إن من يقع في قبضة حلم لن يستطيع الفرار منه.. أما المؤرخون فيقولون إن كل الأعمال العظيمة كانت بدايتها حلم.. لكنهم يحذرون من الأيام التي تتم فيها سرقة الأحلام.. فعندئذ يتحول الحلم إلي كابوس! لمزيد من مقالات عايدة رزق