وصف الدكتور عصام الحداد مساعد رئيس الجمهورية للشئون الخارجية قرار دولة الامارت الافراج عن103 مصريين بانه خطوة إيجابية للامام وتمني أن تتبعها خطوات أخري, وقال ان العلاقة بين البلدين إستراتيجية ولايمكن أن يتصور أحد أن تتأثر بقضايا عرضية وأشار الي أن مصر تسعي لإزالة أي شئ يمكن أن يخيم أو يؤثر علي هذه العلاقة الاستراتيجية. جاء ذلك في تصريحات صحفية علي هامش زيارة الرئيس محمد مرسي للبرازيل التي انتهت آخر الاسبوع الماضي,وأضاف الحداد أن إستقبال فضيلة الامام الاكبر الدكتور احمد الطيب شيخ الازهر في الامارات مؤخرا كان في منتهي الرقي والاحترام والتقدير, مشيدا بدعم رئيس الامارات لمشيخة الازهر. وقال الحداد ان مصر تتوقع أن يكون وضع المصريين في الامارات أفضل ويتم إزالة كل المعوقات التي تواجههم والتي يحاول البعض إيجادها وإزالة أي غيوم يمكن أن تؤثر علي العلاقة بين البلدين..واضاف: نريد أن تطبق كل القوانين علي اي مصري في الامارات ولا نريد أكثر من ذلك وأن يكون تطبيق هذه القوانين قائما علي مراعاة حقوق وإحترام المواطنين, متوقعا انفراجة في العلاقات الثنائية خلال الايام القادمة. وفيما يخص رؤية مصر حول طرح مبادرة تبادل الاراضي بين إسرائيل وفلسطين لإقرار السلام في الشرق الاوسط قال الحداد ان وزير الخارجية محمد كامل عمرو أشار الي أن المبادرة العربية للسلام هي التي لابد أن تأخذ حقها في الفهم والتعامل لانها المبادرة التي أقرتها القمة العربية منذ10 سنوات ولا يستطيع أحد أيا كان أن يغير من هذه المبادرة إلا من خلال قمة عربية اخري. وحول استدعاء الخارجية المصرية للسفير الاسرائيلي إعتراضا علي سوء معاملة أعضاء السفارة المصرية في إسرائيل وإمكانية حدوث تصعيد مصري وخاصة بعد قيام إسرائيل بالاعلان عن بناء وحدات إستيطانية جديدة مؤخرا وماحدث مع مفتي القدس.. قال الحداد أن مخالفات إسرائيل لاتتوقف مشيرا الي أنها قدمت إعتذارا رسميا لمصر حول ما حدث لأعضاء السفارة المصرية في تل أبيب. وفي معرض رده عن سؤال حول كيفية اجراء مؤسسة الرئاسة توازن بين التقارب مع إيران والرفض السلفي لهذا التقارب.. قال مساعد الرئيس ان الرفض السلفي للتقارب المصري الإيراني الان يأتي خشية تواجد نشاط إيراني يؤدي الي التشيع في مصر, أما التعامل المصري مع إيران كدولة فهو قضية أخري. وطالب الحداد بعدم الخلط بين أن يكون هناك نشاط إيراني يؤدي الي التشيع في مصر وبين أن يكون هناك تعامل رسمي مع دولة,مؤكدا أن مصر ترفض الطرح الاول وتقبل الثاني. وحول الازمة السورية وتطوير المبادرة الرباعية قال الدكتور عصام الحداد أن المبادرة الرباعية المصرية لحل الأزمة السورية تم تطويرها لإضافة ألية تضمن الخروج السلمي لسوريا من هذه المعضلة التي تعاني منها الان, مشيرا إلي أن مصر تسعي الي تحقيق عدد من الاهداف في سوريا أولها إيقاف نزيف الدم السوري والحفاظ علي وحدة الاراضي السورية ومنع اي تدخل خارجي, وأن تكون هناك حرية للشعب السوري لإختيار من يحكمه. وقال أن الرئيس محمد مرسي أكد ان مصر تسعي لإيجاد ألية يمكن أن يكون فيها حل تفاوضي يحقق هذه الاهداف للشعب السوري, وأكد الحداد أن أي دور تستطيع أن تقوم به مصر لإنقاذ الشعب السوري لن تتراجع عنه إطلاقا. وردا علي سؤال حول ما قاله الرئيس مرسي من ان مصر لاتفضل طرفا علي آخر في سوريا؟ قال الحداد أن مصر تتعامل مع المعارضة السورية كلها بأنها ممثلة الشعب السوري الذي يتطلع الي الحرية والكرامة والديمقراطية. وحول إمكانية أن يكون هناك تواصل مع النظام السوري الحالي في إطار المبادرة المصرية الرباعية لحل الازمة السورية قال الحداد أن هناك من تلوثت أياديهم من النظام السوري بالدماء وهناك من لم تتلوث أيديهم وحتي نصل الي مخرج للازمة السورية لابد أن يكون هناك أحد يمثل النظام السوري ممن ترضي عنه المعارضة ولم تلوث أياديهم بالدماء ليجلسوا معا علي طاولة واحدة وسترعاهم مصر بكل الطرق حتي نصل الي مخرج يحقق آمال وطموحات الشعب السوري. وأكد الحداد أن الايام القادمة سيكون هناك نشاطا وإجتماعات في إطار المبادرة بالقاهرة وفي إطار ما أعلنت عنه كلا من أمريكا وروسيا برغبتهما في إيجاد حل ومخرج للازمة السورية وقال الحداد ان الجانبين علي إتصال دائما مع مصر. وردا علي سؤال حول استمرار السعودية من عدمه في المبادرة المصرية قال الحداد ان السعودية عضو غير حاضر في المبادرة مشيرا الي إتفاق الجانب السعودي مع مصر بأن أي إمكانية نستطيع بها ان نعين الشعب السوري فهم يؤيدونها ولكنهم ليسوا حاضرين. وحول تقييمه للعلاقات المصرية الامريكية قال الحداد أنها تسير بنظام جديد قائم علي الاحترام المتبادل بين الجانبين والمنفعة المشتركة وهذه العلاقة تتطور إيجابيا بهذه القواعد وعلي كافة المستويات, وأشار إلي وجود تيارات داخلية كثيرة في أمريكا لديها إرتباطات خارجية تحرص علي ألا تكون هناك علاقة إيجابية بين مصر وأمريكا وتحاول إفساد هذه العلاقة بإستخدام الاعلام أو إستخراج بعض الاشياء القديمة وهذا يمكن أن يؤثر علي متخذ القرار في أمريكا لأنه لابد أن يرضي الكونجرس واعضائه. وقال الحداد ان البعض يتحدث عن ان حقوق الانسان منتهكة في مصر.. ويتساءل فهل حقوق الانسان خلال ال30 عاما في ظل حكم النظام السابق لم تكن منتهكة ومع هذا كان يتم دعم نظام ديكتاتوري ولكن لم يتحدث احد عن هذه الانتهاكات وكان الدعم المادي يأتي للنظام السابق في كل المجالات الاقتصادية وغيرها.. إذن القضية ليست حقوق الانسان ولكنها أبعد من ذلك وهذا لايعني مطلقا ان نهمل حقوق الانسان فلابد من اتخاذ الكثير من الاجراءات وأكد الحداد أننا لدينا أليات تحمي مصر الدولة التي نريد أن نبنيها ولكن هناك جهات تحاول أن تصعد وتفسد العلاقة بين مصر وغيرها من الدول لخدمة مصالحها الشخصية. وردا علي سؤال حول موعد زيارة الرئيس مرسي الي الولاياتالمتحدة وأسباب تأجيل الزيارة حتي الان قال الحداد أن هناك دعوة للرئيس مرسي لزيارة أمريكا وكان مقررا لها17 ديسمبر الماضي, ولكن الاستفتاء علي الدستور كان عائقا أمام إتمام الزيارة, لافتا الي انهناك الكثير من التفاعلات بين الطرفين وفي أخر إتصال هاتفي بين الرئيسين محمد مرسي وباراك أوباما أكدا أن الدعوة مازالت قائمة وردا علي سؤال حول ما يردده البعض من ان وزير الخارجية المصري ليس له أي دور في ملف إدارة السياسة الخارجية لمصر الان وأن د. عصام الحداد هو الذي يدير, قال الحداد أن هذا الكلام تجني ولايجوز ان يقال علي وزير الخارجية أو مصر الثورة لان السياسة الخارجية تدار بأسلوب مؤسسي تحدث عنه وزير الخارجية والرئيس محمد مرسي. وأشار الي أن هناك مجموعة من المدخلات هي التي تبلور وتشكل هذه السياسة الخارجية طالما إستقر عليها ليتم تنفيذها عبر اداة التنفيذ الرئيسية وهي وزارة الخارجية ولكن بلورة السياسة يشارك فيها الجميع لأن مصر تخطو الان خطوات جديدة في سياساتها الخارجية ورفض الحداد اختزال السياسة الخارجية لمصر في شخص واحد مشيرا الي أن هناك مجهودا يبذل من وزير الخارجية ومن الرئاسة يأتي ضمن منظومة متكاملة لخدمة السياسة الخارجية المصرية في طورها الجديد. وردا علي سؤال حول إنعكاس الوضع السياسي المصري الحالي علي الوضع الاقتصادي وأن المناخ السياسي المصري الان أصبح طارد للإستثمارات ورجال الاعمال قال الحداد ان هناك من يحرص علي أن يكون المناخ السياسي الان في مصر طاردا للمستثمرين, وتساءل الحداد عن العلاقة بين اعتداء بعض الشباب علي فندق سميراميس ومؤسسات الدولة وتشجيع البعض لهم وتساءل فهل هذا له علاقة بالسياسة, وأكد الحداد أن كل هذه الاحداث هناك من يحركها بغرض طرد الاستثمارات وطرد السياحة, وأضاف قائلا: لايمكن ان يكون هناك توافق سياسي في كل شئ, لكن هناك دائما جهد يبذل من كل الاطراف لمحاولة إيجاد مخارج وحلول نستطيع بها أن نسير سفينة مصر. لابد أن نؤكد أيضا أن ما نرصده ونراه الان أن كل المستثمرين الاجانب تزيد إستثماراتهم في مصر وهذا يرجع الي أنهم يرون أن الامر يختلف ويتحرك الي الامام وأن درجات الامن والتوافق في تزايد مستمر وأنه إذا كانت هناك معارضه تؤدي دورها فهناك رئيس وحكومة أيضا يؤدون دورهم كما ان وجود اختلافات وعدم توافق كامل بين الجميع هذا طبيعة العملية الديمقراطية. وقال الحداد أن الجميع كان يتمني أن تجري إنتخابات ويختار مجلس نواب ويعبر عن التيارات المختلفة في الشعب وبالتالي يتم تشكيل الحكومة حسب الدستور الجديد من خلال توازن هذه التيارات وأضاف الحداد: استطعنا أيضا أن نتطور في تنظيم العلاقة العسكرية المدنية بشكل مازالت دول كثيرة تعاني منه الان مؤكدا أن من يحاول أن يعيد هذه العلاقة للوراء يجب ان يعلم انه ليس في صالح الدولة المدنية التي يريدها الجميع أو في صالح الجيش الذي دوره هو حماية البلد وأمنها القومي. وقال ان التجربة المصرية واضحة ودور الجيش خلال ثورة يناير كان إيجابيا جدا وقام بتسليم السلطة تسليما راقيا الي سلطة مدنية منتخبة وهو الان يتفرغ للمهمة التي لايقوم بها جيش اخر في المنطقة لان الجيش المصري هو الجيش الوحيد الذي أصبح قادرا علي الدفاع عن مصالح مصر وأمنها القومي في المنطقة ولابد أن نعي هذه الامور جيدا مؤكدا اننا نسير بخطي تعتبر إنجازا في أي عملية تحول ديمقراطي. وفي معرض رده علي الانتقادات الموجهة للرئاسة لكثرة الجولات الخارجية للرئيس وعدم شعور المواطن بثمار هذه الجولات قال الحداد أن الرئيس مرسي أكد أنه يقوم بغرس البذور وعندما يأتي وقت الحصاد سنقوم به وما بين الحصاد والغرس فترة زمنية وتحتاج أن نرعي هذه الارض ونحافظ عليها ونحن نقوم بذلك الان.