4/1 لا أتذكر سنة مثل التي تسقط آخر أوراقها بعد أيام شهدت هذا الكم المتدفق من اعاصير الطبيعة والأحداث التي امتدت في أرجاء العالم من اليابان حيث ارتفعت مياه المحيط نتيجة تسونامي مارس عشرة أمتار وحولت المباني وآلاف السيارات إلي قطع من اللعب, إلي أوروبا حيث الاعصار الذي أصاب اليونان وهدد اليورو, إلي امريكا وتجاوز الدين أكثر من15 تريليون دولار, بينما في العالم العربي فقد أسقطت اعاصير الشباب أنظمة الحكم الديكتاتوري في تونس ومصر وليبيا ومازالوا يصارعون في اليمن وسوريا. بدأ الاعصار العربي من تونس في17 ديسمبر من العام الماضي علي أثر قيام شاب فاض به بحرق نفسه وامتداد ألسنة نيرانه. ولم تستطع محاولات رئيسها علي زين العابدين إطفاء نيران الشارع ففاجأ شعبه يوم الجمعة14 يناير2011 بالهروب إلي السعودية. وقبل أن تنتهي السنة كانت تونس قد أجرت انتخابات انشاء مجلس تأسيسي يتولي إدارة شئون البلاد بصفة مؤقتة وقد تولي تعيين رئيس جمهورية ووزارة جديدة وبدأ في اعداد دستور جديد. وكان انهيار نظام زين العابدين بداية انفراط عقد النظم الديكتاتورية في الوطن العربي. في مصر انطلقت دعوة يوم10 يناير علي مدونة كلنا خالد سعيد تدعو الشباب لوقفة احتجاجية حددوا لها يوم25 يناير الذي يوافق يوم عيد الشرطة للتنكيد علي الشرطة التي تمثل قبضة الدولة وممارسات البطش والعنف. وقد شجعت احداث تونس الكثير من الشباب النزول إلي الشارع وتوزعهم في القاهرة في عدة أماكن. وفي شارع قصر العيني وقع أول اشتباك بين رجال الأمن المركزي وبين مظاهرة كانت تتجه إلي مجلس الشعب, ونتيجة لذلك تفرق المتظاهرون في شوارع جاردن سيتي المتعددة ليجدوا أنفسهم في ميدان التحرير الذي وجده الشباب أنسب مكان لتجمعهم. وبالفعل قادت الاتصالات جموع الشباب الي ميدان التحرير الذي أصبح منذ25 يناير عنوان ثورة الربيع العربي التي نجحت بالفعل في اسقاط حكم مبارك يوم11 فبراير وإلي الغد.. المزيد من أعمدة صلاح منتصر