تدخل القضية الكردية منعطفا جديدا مهما مع بدء انسحاب مقاتلي حزب العمال الكردستاني نحو2000 مقاتل من جنوب شرق تركيا إلي جبال القنديل داخل الأراضي العراقية, بعد30 عاما من بدء الصراع المسلح بين الأكراد, الذين يشكلون غالبية سكان جنوب شرق تركيا والقوات التركية, وخلف45 ألف قتيل منذ.1984 ومن الواضح أن تسارع الأحداث والتحولات في المنطقة, وتعثر مسيرة الربيع العربي عجلت بدفع قاطرة السلام والاستقرار بالمناطق الكردية, وخاصة أن الأكراد باتوا جزءا من لعبة المساومات والمزايدات بين الكبار, ويريدون الأكراد ألا تضيع قضيتهم في ظل تهديدات الحرب والتقسيم المبني علي المعايير الطائفية والعرقية في الدول التي يستقرون بها, مثل سوريا والعراق وإيران. وعلي كل فإن الانسحاب المتوقع إتمامه الخريف المقبل ليس سوي خطوة أولي في الاتجاه الصحيح يتعين تعزيزها بخطوات أخري من شأنها تدعيم الثقة بين الطرفين الكردي والتركي, وعلي رأسها أن تتخذ السلطات التركية إجراءات عملية تخفف من حدة المشكلات التي يعاني منها الأكراد, وأهمها تهميشهم وفرض قيود كثيرة علي ثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم. كذلك من الضروري التزام القيادات الكردية ببنود الاتفاق المبرم مع زعيمهم المحبوس عبد الله أوجلان لإقرار السلام في جنوب شرق تركيا, وأن ينخرطوا أكثر في العملية السياسية والاندماج في المجتمع التركي مع حفاظهم علي خصوصيتهم. لمزيد من مقالات