هي أول مرة بالفعل يعلن فيها عن تعديل وزاري يضم عددا غير قليل من الوزراء دون أن تحرك أخبار التعديل والمرشحين شعرة في رأس اهتمام المواطن العادي والمثقف بما في ذلك الذين يوصفون بالنخبة, وقد مضي علي حديث التعديل أسبوعان كان أهم مافيهما تصريح الدكتور هشام قنديل بأن التعديل تأخر لأن هناك وزراء لم يكن هناك تفكير فيإستبعادهم لا يريدون البقاء, فإذا أضفنا إلي ذلك الرقم القياسي الذي سجله عدد المعتذرين عن أن يكونوا وزراء أدركنا مدي الصعوبة التي يواجهها التعديل الذي قد لا يحله إلا إذا تحول التعديل إلي تغيير يبدأ من رئيس مجلس الوزراء نفسه! أين اعتذارات اليوم التي يتسابق أصحابها إلي الإعلان عنها بفخر, من زمن كانت الوزارة فيه منصبا يشرف من يصل إليه حتي أصبحت هناك فرقة من المتطلعين إليها بلهفة مما جعل زعيم الكتاب الساخرين أحمد رجب يطلق علي أعضائها وكانوا كثيرين إسم عبده مشتاق. واليوم تغير الحال وأصبح الذين يهربون ويعتذرون أكثر من الذين يقبلون؟!. ولم يأت ذلك من فراغ, فلابد لمن يقبل الوزارة أن يعرف ماذا سيفعل ويضيف, وقبل ذلك ماهو التكليف أو المهام المطلوبة منه, بينما أصبحنا في زمن وزارة تروح ووزارة تأتي دون أن يكون هناك تفسير واضح لمن جاء. بل لعلي أراهن أن كثيرين حتي من الذين يهمهم الأمر لا يتذكرون أسماء نصف عدد الوزراء إن لم يكن أكثر. ولاشك أن شخص رئيس الوزراء له دخل كبير في قبول المرشحين للوزارة. وللإنصاف فإن رئيس مجلس الوزراء هشام قنديل يعمل أقصي ما يستطيعه لكن كموظف عادي ليس فيما يقوم به لمحة إبداع أو فكرة خلاقة, بينما في الظروف التي نواجهها أصبحت الحاجة إلي قيادة غير تقليدية لحل مشاكلنا. وهو أمر لا يقتصر علي رئيس مجلس الوزراء وحده, فقد كانت صدمة عندما رأينا الذين وقفوا طويلا علي شاطيء الحكم يمنوننا بإنقاذ الوطن قد هددوا الوطن بالغرق أكثر عندما نزلوا بحره! [email protected] لمزيد من مقالات صلاح منتصر