طالب خبراء وأساتذة طب الأورام في مصر بتفعيل دور اللجنة العليا للأورام, والاستفادة من نتائج السجل القومي للأو رام, بهدف وضع استراتيجية لمكافحة المرض بما يتناسب والحالة الاقتصادية والصحية للمرضي, خاصة في مكافحة اورام الثدي, التي تمثل مشكلة قومية لزيادة الإصابة بها الي37% من إجمالي الاورام بالسيدات. جاء ذلك خلال المؤتمر السنوي ال45 للمعهد القومي للاورام الذي عقد أخيرا بالقاهرة, وناقش أيضا تفصيل علاج الاورام لكل مريض علي حدة علي حسب التوصيف الجيني نتيجة تقدم تحاليل البيولوجيا الجزئية. ويقول الدكتور حسين خالد أستاذ طب الأورام ووزير التعليم العالي الاسبق, إن هناك زيادة في الإصابة بسرطان الثدي بمصر, فهناك41 حالة اصابة سنوية جديدة لكل100 الف نسمة, وأرجع ذلك الي التدخين والسمنة وعدم ممارسة الرياضة والعادات الغذائية السيئة وطرق الحفظ والتخزين الضارة والملوثات الصناعية, ويشير إلي تقدم طرق التشخيص مثل الرنين المغناطيسي للثدي, والاشعة البيزترونية, والتوصيف الجيني لكل مريضة, بالاضافة لتقدم العلاج التحفظي لإزالة جزء من الثدي, مع تحاليل الغدد الليمفاوية للتأكد من عدم انتشار الورم, كما تطور العلاج الاشعاعي ليتم توجيهه لمكان الورم بعد إزالته لتقليل ارتجاعه أوانتشاره, وأثبتت العلاجات البيولوجية فاعلية كبيرة في القضاء علي الخلايا السرطانية, ودون تأثيرات جانبية علي باقي خلايا الجسم وتناولت الدكتورة رباب جعفر أستاذ علاج الاورام بالمعهد القومي للأورام كيفية وقاية السيدات من المخاطر المستقبلية للإصابة بأورام الثدي, وجدوي العلاج الهرموني المبكر, حيث كشفت الدراسات عن ان استخدام العلاج الوقائي لمدة5 سنوات أسهم في تقليل معدلات الاصابة بنسبة50%, وأثبت بعض الأبحاث ان استخدام مثبطات انزيم الاروماتيز يقلل من الاصابة المستقبلية بسرطان الثدي بنسبة60%, ولكن هناك نظريات تري أن هذه العلاجات لها بعض المضاعفات كالإصابة بالجلطات الدموية وسرطان الرحم, وتشير إلي أن العلاج البيولوجي الموجه له دور في إعادة استجابة أورام الثدي المتقدمة للعلاج الهرموني, وذلك لتجنب مضاعفات العلاج الكيميائي. يؤكد الدكتور حمدي عبد العظيم أستاذ ورئيس قسم علاج الاورام بكلية طب قصر العيني, إن20% من السيدات في المرحلة الرابعة من اورام بالثدي, يكون لديهن انتشار لأورام ثانوية بالمخ, وتكمن المشكلة في أن أغشية المخ, تمنع وصول العلاج الكيميائي بقوة للورم, ويعد العلاج الاشعاعي الوحيد المسيطرعلي هذه الأورام, وتجري حاليا أبحاث دولية أكلينيكية, بالتعاون مع قسم علاج الاورام بكلية طب جامعة القاهرة, لاكتشاف عقاقير مستحدثة تسمح باختراق الاغشية المخية, لايصال العلاج الكيميائي لاورام المخ بصورة تحسن نسب الشفاء. أما اورام الغدد الصماء بالبنكرياس فتعد ثاني اورام الجهاز الهضمي, وتكتشف في مراحل متأخرة, كمايقول الدكتور ياسر عبد القادر أستاذ ورئيس مركز علاج الاورام بطب قصر العيني, و تؤثر هذه الاورام رغم صغرحجمها علي إفراز الهرمونات مثل زيادة الانسولين وهرمونات اخري, وتؤدي لهبوط حاد بالسكر او ضيق بالشعب الهوائية, ويبدأ العلاج بتحاليل الصبغات لنسيج البنكرياس لاكتشاف مصدر الورم, واستخدام العلاج البيولوجي لعلاج الاعراض, وقد يتم اللجوء للعلاج الكيميائي عند عدم الاستجابة للعلاج البيولوجي, ويكون الاستئصال الجراحي في الحالات المبكرة للأورام سببا في نسبة شفاء كبيرة, ويوضح الدكتور طارق شومان أستاذ ورئيس قسم العلاج الاشعاعي بالمعهد, أن الابحاث تركز علي تقليل الآثار الجانبية للعلاج بكافة اشكالها, ومنها التخطيط الاشعاعي للمريض باستخدام الرنين المغناطيسي والاشعة المقطعية بالحاسب الآلي لتحديد موقع الورم وتميزه عن الانسجة السليمة,