أنا ربة منزل متزوجة منذ خمسة عشر عاما, وزوجي يكبرني بعشرين عاما, وهو رجل أرزقي , وقد تأخر الحمل والإنجاب كل هذه السنوات حتي رزقنا الله بطفلة أدخلت البسمة علي وجهينا لكنها لم تدم طويلا, فلقد عرضناها علي الأطباء وعرفنا أنها مصابة بسيولة في الدم, وأنها معرضة للنزيف التلقائي داخليا أو خارجيا وتحتاج الي نقل دم بصفة مستمرة, وأن أي مضاعفات سوف تهدد حياتها ومستقبلها.. ولا أدري كيف أوفر لها العلاج باهظ التكلفة والذي سوف يلازمها طوال العمر. أنا فتاة عمري اثنان وثلاثون عاما, أعيش بمفردي مع والدتي التي تعدت سن السبعين وأعاني من فشل كلوي أصبت به منذ صغري, وتدهورت حالتي تماما, وتجري لي جلسات الغسيل ثلاث مرات أسبوعيا, وأحتاج الي حقن إيبركس, أما والدتي فتعاني من تضخم بعضلة القلب وقصور في الشريان التاجي وأنيميا حادة.. وكل دخلنا هو معاش الضمان الاجتماعي ولكن لا يكفي ثمن الخبز وحده. تعيش أختي مأساة وأنا عاجزة عن إيجاد حل لها, حيث توفي زوجها منذ ثماني سنوات, وترك لها طفلين, وكان عاملا بسيطا, فخرجت للعمل خادمة بالأجر اليومي, وقد أصيبت بسرطان في الدم, وتتدهور حالتها يوما بعد يوم بسبب نقص العلاج وسوء التغذية. أنا فلاح بسيط متزوج ولدي ولد وبنت بالمرحلة الابتدائية وأعاني من فشل كلوي منذ ست سنوات, وفي الشهور الأخيرة أصبت بأنيميا حادة, ولم أعد أقوي علي العمل, حتي ان مصاريف المواصلات الي المستشفي الذي تجري لي فيه جلسات الغسيل لا أملكها, ولا أعرف كيف ستمضي بنا الحياة فيما تبقي لي من أيام في الدنيا؟ ولأهل الخير أقول: يزدحم بريد الأهرام بآلاف الحالات المرضية, وبالرغم من تدفق ينابيع الخير من القادرين, إلا أننا نجد أنفسنا دائما عاجزين عن توفير الحد الأدني لمساعدة هؤلاء البسطاء.. ومع طلعة كل صباح يحدوني الأمل في أن يتكاتف الجميع من أجل رسم البسمة علي شفاه المرضي ومعدومي الدخل, وأرجو إبلاغكم بأن بريد الأهرام يكفل أكثر من خمسمائة أسرة بمبالغ شهرية لمساعدة أصحابها علي تجاوز محنهم, علاوة علي المساهمة في مساعدة المرضي علي إجراء الجراحات اللازمة لهم, وتقديم مساعدات للبسطاء من خلال اقامة مشروعات متناهية الصغر لهم, وقد افتتحنا هذا الأسبوع محلين لسيدتين بسيطتين, وقدم لهما أهل الخير الايجار لمدة عام, أحدهما لبيع المشروبات الغازية ومواد البقالة, والآخر لتنظيف الطيور, كما كفل أحد الفضلاء أسرة رجل رحل عن الحياة تاركا اطفالا صغارا بلا مورد رزق. وأؤكد أننا ندرس جميع الحالات بدقة بالغة, لكننا لا ننشر صورا ولا بيانات عن الحالات, كما يفعل الآخرون, لأن في ذلك اراقة لماء وجوههم, كما أن هناك من يتخذ هذا الموضوع كتجارة بطرق أبواب كل الصحف والفضائيات, وهناك جهات أيضا تستخدمهم في الدعاية لأنشطتها, وهذه كلها أساليب نرفضها بإصرار. فأهلا بكل أهل الخير, وليعلم الجميع أن ما يقدمونه من مساعدات سوف يكون في ميزان حسناتهم يوم القيامة, أسأل الله أن يثيبكم خير الجزاء وهو وحده المستعان.