قدمت الدراما نماذج لا حصر لها من الأمهات في المسلسلات والأفلام, اقترب بعضها من الواقع, بينما لم يكن لمعظمها- المرفوض اجتماعيا- وجودا إلا في خيال مؤلفيها, مما يتسبب في اهتزاز صورة الأم في عيون الأبناء التي يقول عنها د.عدلي رضا أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة: كانت الدراما في الماضي تهتم بتقديم الأم علي أنها رمز الفضيلة والقدوة لأبنائها ثم تحولت منذ سنوات إلي التركيز علي أمهات تعملن كسيدات أعمال وأخريات تقضين أوقاتهن في النوادي وغيرهن منحرفات أخلاقيا, بعيدا عن الشريحة الكبري من اللواتي تمثلن النسبة الأكبر في المجتمع, وهن المعيلات المسئولات عن أسر كاملة من الأزواج والأبناء وتصلح حياة أي منهن أن تكون ملحمة درامية تستحق المشاهدة, وفي ظل التنافس بين الفضائيات علي عرض مسلسلات وأفلام تقدم الأمهات كشخصيات انتهازية تسعي للحصول علي المال بكافة الوسائل غير المشروعة في زمن تزداد بقوة الطموحات وتقل بشدة القدرة علي تحقيق جزءا منها, وبالتأكيد فإن ذلك يعني تأييد سلوك غير مقبول دينيا ولا اجتماعيا, وينتج عنه الإساءة لصورة الأم التي هي في واقع الأمر نموذج مشرف علي عكس حالها في الدراما التي ترفع شعار الإثارة وغرس الأكاذيب في عقول المشاهدين الذين يتأثرون بها. وتكشف الباحثة عزة محمود نورالدين عن نتائج دراسة ميدانية أجرتها علي عينة عشوائية شملت400 من مشاهدي الدراما في محافظات القاهرة الكبري بعنوان( صورة الأم في الأفلام والمسلسلات المصرية وعلاقتها بإدراك الجمهور للواقع الاجتماعي لها) حول تحليل مضمون عينة من الدراما التليفزيونية شملت المسلسلات والأفلام التي عرضتها القناة الأولي بالتليفزيون المصري طوال ثلاثة أشهر مجموعها61 فيلما و3 مسلسلات تقول عنها: تصدرت النظرة المادية للحياة أهم سلبيات الأم في العمل الدرامي14.5% والكذب13%, وجاءت الخلافات الزوجية في مقدمة المشكلات التي تعاني منها الأم25.5% والناتجة عن الفقر23% وانحراف أحد الأبناء19%, كما أن أهم أسباب خروج الأم للعمل فكانت قلة الدخل75% ثم الطموح الشخصي11.5% والشعور بالرغبة في الاستقلال وعدم تبعية الزوج9% وشغل وقت الفراغ3.8%, وقد تصدر المستوي الاقتصادي المتوسط للأمهات في الدراما بنسبة34% ويليه الاقتصادي المرتفع18.5% فالاقتصادي المنخفض9.5% والاقتصادي المرتفع جدا8%, وكانت الخلافات المستمرة بين الأزواج في مقدمة المشكلات التي تعاني منها الأم في الدراما بنسبة31%, يليها إنحراف أحد الأبناء20%, ثم الفقرو انخفاض مستوي الدخل19.9% وغياب الزوج بسبب السفر أو الطلاق أو الوفاة17.8%, وأن مضمون أدوار أمهات المستوي الاقتصادي المرتفع جدا حصلت علي أكبر نسبة والتي تنوعت بين إقامة الحفلات أو الذهاب إليها ونفس الأمر مع الرحلات الداخلية والخارجية وزيارة الأبناء والأقارب والأصدقاء وقضاء الوقت في النادي والمسرح والسينما والكوافير والمطاعم, وجاء ارتداء الأم للملابس الحديثة في المرتبة الأولي ثم التقليدية ثم الشعبية, والإقامة في الفيلا أو القصر بأعلي نسبة بما يدل علي اهتمام الكتاب والمنتجين بالفيلا كمكان للإقامة وتأتي بعدها الشقة المتوسطة بفارق قليل ثم الشقة بحي راق, ثم مثيلتها الشعبية, فحجرة بسيطة, وكانت قلة أو انعدام مشاعر الحب هو السبب الرئيسي في طلاق الأمهات, ثم عدم التكافؤ الاجتماعي أو الاقتصادي وإهمال الزوجة وعدم الاحترام والخيانة الزوجية, وجاءت معاملة الأبناء بقسوة وشدة في المرتبة الأولي في العلاقات السلبية التي تربط الأبناء بالأم في الأعمال الدرامية, ويليها العناد, ثم اللوم والعتاب, فعدم وجود احترام بين الزوجين أمام الأبناء.