تحتل مصر المرتبة الأولي علي مستوي العالم في حوادث الطرق طبقا لتقارير منظمة الصحة العالمية لعام2012 إذ تبلغ نسبة الوفيات في حوادث الطرق وحدها12 ألفا إلي جانب40 ألف مصاب سنويا, وتشير الإحصائيات إلي أن المقطورات وحدها تتسبب في نسبة85% من حوادث الطرق السريعة, بينما ينفي أصحاب المقطورات هذه التهم وينسبونها في الأساس إلي سوء الطرق وصعوبة التحكم في المقطورة علي الطرق السريعة خاصة في ظل الحمولات الثقيلة. من هنا جاءت فكرة الابتكار إلي المهندس احمد الديب خريج كلية الهندسة- قسم الميكانيكا جامعة بنها عام2008, إذ أنه في طريق عمله علي حد قوله يشاهد الكثير من هذه الحوادث مما دفعه إلي التفكير في ابتكار علمي يمنع تلك الحوادث, فأخذ يجري الكثير من التجارب والمحاولات, ويدرس الأسباب الأساسية وراء حوادث المقطورات, فوجدها تتركز في عدة نقاط وهي إما انفصال المقطورة عن الجرار أثناء السير أو بسبب الدوران في أحد الاتجاهات مع عدم وجود تحكم للسائق يتيح له السيطرة علي المقطورة الخلفية, ومن هنا جاءت فكرة ابتكاره الذي حاز به براءة الاختراع من أكاديمية البحث العلمي لعام2012 وفاز بالمركز الأول في معرض نقابة المهندسين في الاسكندرية. يقول المهندس الديب:' تقوم فكرة الابتكار علي مبدءين أساسيين الأول هو عمل نظام كنترول علي حركة المقطورة عن طريق تعديل في تصميم دريكسيون الجرار للتغلب علي الترنح والحركة العشوائية أثناء السير, فيمتلك السائق القدرة علي التحكم في حركة المقطورة وعجلاتها تماما, وكأنها العربة الأساسية, فهي تحت كامل سيطرته, والمبدأ الثاني هو زيادة عدد نقاط توصيل الجرار بالمقطورة مما يضمن عدم انفصالهما عن بعضهما وهذه الفكرة تجعل المقطورة والجرار بمثابه عربة واحدة فهي عند الرجوع الي الخلف سترجع في مسار مستقيم بمنتهي الامان واليسر نتيجة تحكم السائق الكامل في العربتين, وكذلك سيكون الدوران يمينا او يسارا آمنا للغاية, وهاتان النقطتان هما أساس حوادث المقطورات علي الطرق. وعن تكلفة ذلك التعديل الذي سيجري علي المقطورات, يقول المهندس أحمد الديب إنه غير مكلف واقتصادي للغاية إذ ستكلف المقطورة الواحدة مبلغا لا يتجاوز عشرة الاف جنيه, بينما التعديل التقليدي, وهو تحويل المقطورات الي تريلات, والذي كان من المقرر عمله في عهد رئيس الوزراء السابق نظيف كان سيكلف مبلغ60 ألفا للمقطورة الواحدة بإجمالي تكلفة قدره4.1 مليار جنيه اذ كان من المقرر تنفيذ المشروع في عام2008 ثم تم تأجيله لعام2012 مما يجعلها أعباء زائدة علي الدولة وكذلك علي مالكي المقطورات. ويؤكد الديب أن التعديل الجديد الذي توصل إليه سيقلل التكلفة إلي سدس هذا المبلغ بجانب أن المقطورات ستحتفظ بكامل حمولتها عكس التعديل التقليدي الذي كان سيفقد المقطورة ربع حمولتها مما جعل الكثير من أصحاب المقطورات يرفضون وبشدة تحويل مقطوراتهم إلي تريللات, وهناك أيضا فارق زمني حيث إن الطريقة المبتكرة لا تستغرق من الوقت سوي5 ساعات من العمل, أما الطريقة التقليدية تستغرق ما لا يقل عن4 أيام.. ولذا أناشد السيد وزير النقل الدكتور حاتم عبد اللطيف بتبني هذا التعديل المبتكر مما له من مميزات ووضعه حيز التنفيذ.