ردا على الهجمة الشرسة ضد القضاء المصري وعلى المليونية المشئومة يوم الجمعة الماضي، رفض القضاة وعلى رأسهم قضاة الإسكندرية كل هذه الاساليب الرخيصة لمحاولة السيطرة على السلطة القضائية. مؤكدين أن أسلوب الضغط والتظاهرات لصالح طرف سياسي بعينه يضر كثيرًا بالدولة على الأصعدة كافة ، بل إن كلمات المستشار عبد العزيز أبو عيانة، رئيس نادي قضاة الإسكندرية، كانت واضحة ودقيقة ومفحمة لهؤلاء الذين يدعون الحديث باسم الثورة حيث قال : "الهجمة الشرسة على القضاء لأن أحكامه ليست على هوى السلطة، وهم يريدون أن يتحكموا في كل شيء ويريدون للقضاء أن يكون طوع قراراتهم وهذا لن يحدث مطلقا، وأحب أن أنبههم إلى أنه لو كان القضاء فاسدا فإن رئيس الجمهورية وجوده غير شرعي، لأن القضاة الذي يتهمهم بالفساد هم من أشرفوا على الانتخابات التي جاءت به إلى السلطة ". وحقيقة الأمر أنه بهذا المنطق الذي يتحدث عن الفساد في هيئة القضاء، فلن تسقط الشرعية فقط عن الإنتخابات الرئاسية وإنما سيكون الإستفتاء على الدستور باطلا لأن المشرفين " قضاة فاسدون"، وشرحه أيضا فيما يتعلق بإنتخابات مجلس الشورى الذي إنتخبه ما يعادل 7% فقط من المواطنين الذين لهم حق التصويت، فماذا تريدون يا من تنادون بالتطهير؟ إن كانت إرادتكم صادقة فلماذا لا تطهرون إعلامكم الذي قال على سبيل المثال لا الحصر أن زيارة روسيا الأخيرة كانت رسمية ؟ في حين أكد الصحفى والإعلامى المصري الكبير سامى عمارة، المراسل في موسكو، إن الرئيس بوتين كان بعيدا عن مقر اقامته الرسمي، حيث كان يفتتح بطولة العالم للشباب في الهوكي، فالزيارة إذا ليست رسمية، فلماذا تتركون هذا التضليل وتتركون هذا الفساد ولا تطهرونه، ليكون لنا إعلام رسمي مهني ومحترم ؟ وما أكثر الفساد فيما تقوم به الداخلية، حيث تأمر القيادات بالهجوم على مسكن أحد الشباب الذي يدرس بالسنة الأولى بكلية الإعلام والمتهم بتأسيس جماعة " البلاك بلوك"، وتتم الإستعانة بأعداد غفيرة من قوات الأمن ، وبتجهيزات ضخمة لملاحقة هذا المجرم الخطير، ويتم إطلاق الرصاص للإرهاب، ومطاردته فوق أسطح البيوت، مروعة الأهالي، ومثيرة الخوف والفزع بين أسرته وفى المنطقة.. شكرا على هذه الجهود الأمنية الرائعة، ولكن هنا سؤال يفرض نفسه : " أين أنتم من فرق الجهاديين السلفيين إللى يرتعون سيناء ويعيثون فيها فسادا ؟ وماذا عن عشرات الآلاف من القتلة والمجرمين والبلطجية الذين يفرضون الإتاوات ويختطفون ويهددون ويطلبون فدية ؟ لماذا لا تطهرون الداخلية لتقوم بواجبها تجاه المواطن على أكمل وجه دون الكيل بمكيالين ؟ الحق أنكم لا تريدون التطهير وإنما السيطرة وكسر هيبة السلطة القضائية وإخضاعها، وهذا ما لن تحققوه وإن نجحتم فنجاحكم مؤقت فلن ترهبوا القضاء أو القضاة .. اعلموا أنها بداية النهاية، فأهدافكم باتت معروفة ومفضوحة للكافة، اعلموا أنه كلما زادت أخطاء أي سلطة، عجل ذلك بنهايتها، ومن ثم فإن أخطاءكم المتكررة وما أكثرها هي في مصلحة الوطن في المقام الأول والأخير .. اللهم افرغ علينا صبرا والطف بهذا البلد. [email protected] لمزيد من مقالات رشا حنفى