عادت أزمة الوقود لشمال سيناء بشكل اكثر ضراوة منذ اندلاع الثورة وخاصة البنزين80 والسولار بشمال سيناء ولعل اشتداد الأزمة يرجع الي قيام الانفاق باستخدام وسائل اكثر سهولة في التهريب. فبدلا من الاعتماد علي الانفاق التي قد تستغرق وقتا طويلا فقد ابتكر المهربون وسيلة جديدة لهذه التجارة وذلك بامداد خراطيم بين مدينة رفح المصرية والفلسطينية متصلة بمواتير ضخ ويقوم الطرف الآخر بوضع طرف الخرطوم بالسيارة من الجانب المصري فيما يقوم الطرف الآخر بسحب الوقود للجانب الفلسطيني وهذا جعل عمليات التهريب أكثر سهولة وكذلك تهريب كميات اكبر بكثير مما يتم تهريبه عبر الانفاق ولا نبالغ اذا قلنا أن حجم التهريب تضاعف الي عشرات السيارات بدلا من عبور سيارة واحدة عبر الانفاق يوميا. هذا الأمر ايضا أحدث كوارث عديدة نتيجة للماس الكهربائي الذي تتعرض له شاحنة الوقود وتتسبب في حرائق عديدة.. هذه الأسباب القت بظلالها علي مناحي الحياة للمواطنين من اصحاب السيارات والمزارعين علي حد سواء مما أدي الي ارتفاع أسعار تعريفة الركوب الي الضعف وسط شكاوي السائقين من إنعدام وجود الوقود بالمحطات في جميع مراكز وقري المحافظة بل أصبحت تمثل خطرا علي الأنشطة الخدمية والاقتصادية في سيناء بسبب عمليات التهريب المستمرة والبيع في السوق السوداء بأسعار مضاعفة بالاضافة الي انتشار ظاهرة أصحاب الموتوسيكلات الذين سببوا زحاما علي المحطات لتكرار عملية التزويد بالوقود حيث يتم بيعه في السوق السوداء ويدخل الموتوسيكل أكثر من4 مرات يوميا, ويقول عماد أحمد أحد السائقين بالعريش نحن نري الأمرين في الحصول علي الوقود مما يضطرنا للسفر يوميا الي مدينة بئر العبد للحصول علي الوقود ومحطات بئر العبد مثالا يحتذي به لأن هناك سيطرة أمنية من قبل قوات الجيش فلا يستطيع أحد الحصول علي الوقود إلا المستحقين, أما مدينة الشيخ زويد فهي في أزمة دائمة فيقول مصطفي سنجر من سكان المدينة أن المشكلة الأكبر في ضخ كميات كبيرة من الوقود عبر الأنفاق اضافة الي بيع البنزين في السوق السوداء لقطاع غزة وهذا ما يتسبب في الأزمة الدائمة بمحطات مدينة الشيخ زويد مؤكدا أنه حتي لو اتجهت الحكومة الي زيادة الكمية, فإن السوق السوداء ستبتلع كل هذه الكميات في ظل غياب الرقابة الأمنية والتموينية, وأشار سليمان حسن الي أن مدينة الشيخ زويد بها3 محطات فقط لا تكفي احتياجات المواطنين فهناك محطات تعمل يوم ويوم نظرا لنفاد كمية الوقود.