كل أول شهر نراه أمام باب الشقة في كتفه حقيبة وفي يده آلة حاسبة وجهاز قياس كهربائي وحزمة من الفواتير.. دائما نقابله بوجه متجهم غير( بشوش) لماذا؟ لأنه يدق جرس الباب ليأخذ منا فلوس. لكن ما ذنبه فهذا عمله وهو مضطر لذلك.. محصل الكهرباء الذي يتحمل الكثير من المتاعب في عمله وأكثر موظفي الدولة إحساسا بالناس لأنه يقابلهم في بيوتهم.. يقول محمد سليمان( محصل كهرباء): كل الناس تفاجأ بنا وتخشي رؤيتنا لكن( كده كده هنتقابل), فعندما أقف أمام باب الشقة أضع في حسباني شيئين: أنه لايوجد أحد بالبيت أو أنهم يعرفون أنني الذي بالخارج فلا يردون. وعن أزمة انقطاع الكهرباء وأثرها علي التحصيل يقول سليمان: ذات مرة فتح الباب رجل في الأربعينيات كانت قيمة فاتورته56 جنيها فأعطاني25 جنيها, وعندما سألته عن باقي المبلغ تناول ورقة كانت معلقة خلف باب الشقة كتب بها عدد الساعات التي انقطعت فيها الكهرباء طوال الشهر باليوم والساعة, ومدة الانقطاع ووضع أمام كل فترة انقطاع ما يتم استهلاكه في تلك الفترة وتكلفتها, وفي النهاية جمعها ووجد الفرق13 جنيها خصمها من قيمة الوصل, وبعد جدل ومشادة كلامية تركت له كعب الوصل وأعطيته فلوسه وذهبت. وجاء قرار رفع الأسعار الأخير ليضيف متاعب أخري علي المحصلين والمشتركين معا, يقول محمد طايع( محصل كهرباء): القرار أوجد حالة من الجدل والمشادة مع المشتركين, وأحيانا تصل إلي الضرب والإهانة, وآخرها ما تعرض له مازن مجدي,( محصل كهرباء في شركة شمال القاهرة), للطعن بسكين في الرقبة والصدر, أما المضحك فعندما كنت أحصل في شارع شعبي وحدث موقف أثر في نفسي عندما فتحت باب الشقة امرأة عجوز وكانت فاتورتها35 جنيها ولم يكن معها سوي25 جنيها فقط, فطرقت علي باب جارتها وطلبت منها10 جنيها علي سبيل السلفة, فأقسمت جارتها أنه لايوجد في بيتها ولا قرش, ولن تدفع فاتورة الكهرباء هذا الشهر, ونظرت تجاهي( والنبي ما تخبط علينا يا اخويه,, خليها للشهر الجاي), وماكان مني إلا أن قلت للمرأة العجوز:( خلاص هعملك خصم), ودفعت الجنيهات العشرة من جيبي رأفة بحالها, والمضحك أنها في الشهر التالي وهي تعطيني حساب الفاتورة همست في أذني:( مفيش يابني خصم الشهر ده).