وسط حالة من الذهول العالمي, لم تكد الولاياتالمتحدة تلتقط أنفاسها من جراء تفجيري بوسطن المدمرين حتي اهتزت أرجاؤها مرة أخري من تفجير مروع بمصنع ويست فيرتيلايزر للأسمدة بالقرب من مدينة واكو بولاية تكساس في الجنوب الأمريكي مساء أمس الأول, حيث تشير الحصيلة الأولية للضحايا إلي سقوط ما يتراوح بين5 و15 قتيلا بينما أصيب ما لا يقل عن160 آخرين. ليتحول المصنع إلي كتلة من الخراب, في حين أطاح الانفجار المروع بسلسلة من المباني السكنية المحيطة بالمصنع من كافة الاتجاهات. وعلي الرغم من تشبيه المسئولين للحادث بأنه أقرب ما يكون لانفجار قنبلة نووية, إلا أن أحدا لم يشر إلي شبهة جنائية أو أي قرائن قدترجح احتمال وقوع عملية تخريبية. وتزامن الانفجار الجديد مع زيارة الرئيس باراك أوباما لبوسطن للمشاركة في تأبين ضحايا الماراثون, بينما تلاحق السلطات الأمريكية أحد المشتبه بهم, وكانت سيارات الاسعاف والأطفاء, بالإضافة إلي ست طائرات هليكوبتر قد سارعت إلي موقع الحادث فور وقوع الانفجار, ويؤكد شهود العيان أن الانفجار بعث كرة من النار عرضها حوالي ثلاثين مترا في الجو, وذلك في الوقت الذي عبرت فيه السلطات المحلية عن قلقها من احتمال وقوع انفجار ثان في مستودع آخر للمصنع قرب بلدة ويست البالغ عدد سكانها حوالي2500 شخص. وأكد المتحدث باسم أجهزة الإطفاء أن الانفجار كان قويا الي حد تسبب باندلاع حرائق في المباني المجاورة, مشيرا إلي وقوع إصابات بين رجال الإطفاء لدي وقوع انفجار ثان فيما كانوا يعملون في الموقع, مما دفع السلطات المحلية إلي جلاء المواطنين المقيمين في مناطق متاخمة لمصنع للأسمدة خشية حدوث انفجار جديد بالمنشأة. وأشارت شبكة سي ان ان الأمريكية إلي أن السلطات تعتقد بوجود خزان للأسمدة في المنشأة لم ينفجر بعد, مما يرجح امكانية وقوع انفجار جديد, كما أعرب رجال الاطفاء عن قلقهم ازاء انبعاث غاز الأمونيا اللامائية, وهو غاز ابخرته خانقة تستخدم كأسمدة, ويسبب حروقا خطيرة للإنسان اذا مزج بالماء. في الوقت ذاته, أشار موظف استقبال في فندق قريب من موقع الحادث إلي اندلاع حريق صغير في بادئ الأمر, ثم امتزجت المياه بمادة الأمونيا قبل أن يحدث انفجار هائل. إلا أن السلطات المعنية أكدت أن أسباب هذا الانفجار المروع مازالت مجهولة حتي هذه اللحظة.من ناحيته, قال عمدة المدينة تومي موسكا: لقد كان الحادث مثل انفجار قنبلة نووية.ونقلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن مصادر مسئولة أن انفجارتكساس يشبه في شدته انفجارات العراق, مؤكدة إن رؤية صور لكرة نار عملاقة بعد الانفجار,كانت صادمة خاصة بعد يومين من الهجوم الإرهابي عند خط نهاية ماراثون بوسطن. كما أشارت الصحيفة إلي أنه من المبكر جدا معرفة الكيفية التي بدأت بها النار التي أشعلت الانفجار, دون أي إشارة إلي شبهة جنائية.