موسيقي ممتعة في الخلفية لمنظر يتزاوج فيه الأبيض الناصع بالزرقة الدافئة, ثلاثة أفراد متدثرين بثياب ثقيلة خوفا من البرد, وأمامهم يصطف الآلاف من طيور جميلة اختارت لها الطبيعة لوني الأبيض والأسود ليكون لون ردائها' مشهد اختاره المخرج جورج ميلر ليكون بداية النهاية السعيدة لفيلمه' هابي فيت' وهو فيلم رسوم متحركة وغنائي من انتاج أسترالي حائز علي جائزة الأوسكار لأفضل فيلم صور متحركة لعام.2006 قصة الفيلم تدور حول' مامبل' البطريق الصغير من نوع' الإمبراطور' الذي يقرر البحث عن سبب نقص الأسماك, وينجح البطريق الصغير خلال رحلته بالكشف عن تدخل الإنسان في السلسلة الغذائية لطيور البطريق عبر الإفراط في صيد الأسماك. وبعد نحو سبع سنوات من قيام' مامبل' برحلته الغنائية, يقرر كيري ساندرز مراسل شبكة' إن.بي.سي' الإخبارية الأمريكية القيام برحلة هو الآخر ولكن في الاتجاه المعاكس, ففي الوقت الذي خرج فيه مامبل من القطب الجنوبي للبحث عن سر اختفاء الأسماك, يذهب ساندرز مع فريق من الباحثين إلي القارة القطبية الجنوبية, ليعود منها بحديث مليئ بالصور الجميلة عن مشاهد الطبيعة في القطب المتجمد, كما يحمل صوت إنذار جديد ضد ظاهرة الاحتباس الحراري وتأثيرها المدمر علي هذه المنطقة من العالم التي تعد آخر الحصون البرية التي لم تعبث بها يد الإنسان المنتهكة لخصوصية البيئة. 'هناك تغييرات خطيرة تجري هنا في الجزء السفلي من العالم'. بهذه الجملة بدأ ساندرز حديثه عن رحلته الجميلة والمرعبة كما وصفها, وأرجع المراسل الأمريكي جمال الرحلة إلي الطبيعة البكر التي لم تمسها يد التقدم البشري بعد حيث شاهد الجليد والحيوانات التي تعيش في كنفه, أما الرعب فكمن في التغييرات المفزعة التي شاهدها حزين القلب, وهو يري طبقات مهولة من الجليد تسقط في مياه المحيط, كما رصد وهو بين الدهشة من قدرة التأقلم, والخوف علي هذه الحيوانات الجميلة, تابع رحلة طيور البطريق في بحثها عن الرزق, في ظل تزايد اختفاء الجليد الذي احتضنها لقرون طويلة, تابع ساندرز محاولات هذه الطيور اللطيفة في البقاء بعد أن باتت مهددة بخطر الانقراض.