عمل متميز ذلك الذي شاهدته لك هذا الأسبوع بدار الأوبرا المصرية وهو أوبريت حبيبي ياوطن الذي شارك فيه مجموعة كبيرة من الراقصين والراقصات والممثلين والممثلات. وكانت المفاجأة بالنسبة لي هو جانب الغناء في الأوبريت الذي شارك فيه سبعة من أشهر مطربينا ومطرباتنا, كل منهم في أغنية خاصة به ثم نشيد وليس أغنية يشترك فيها الجميع في نهاية الأوبريت. ربما أهم ما يميز هذا العمل هو الانتاج ليؤكد لنا أن الاهتمام بهذا الفرع من فروع الفنون هو أهم فرع, حيث يوفر ما يبهر المتلقي المتفرج عندما يجد الديكور الجيد والملابس الجيدة وأيضا التدريب الذي حصل علي حقه تماما, ولعل أيضا من الفروع المهمة هو الكلمة والكلمة هنا كانت للتمثيل والأغاني لواحد من أشهر من عبر عن مصر بأشعاره البديعة التي تؤكد كل كلمة منها وكل معني بالمصرية الصميمة التي تحرك وحدها الوجدان والقلوب وكانت هذه الأشعار للعظيم عبدالرحمن الأبنودي وبالمثل كانت الألحان لوليد سعد الذي تستشعر انه قدم مصر من وجدانه. ولعل من المهم أيضا أن من أداها تمثيلا, واحد أيضا ممن يسعون في آدائهم بالمصرية وهو أحمد بدير مع مجموعة الممثلين معه كلمة لا أدري السبب في أنني كما لو كنت أستمع إلي أشعار الأبنودي منه شخصيا وليس من أحمد بدير الذي أحسن في كل جملة وكل كلمة. والآن آتي إلي أهم ما تميز به هذا الأوبريت وهو الأغاني التي قدمها كل من هاني شاكر ومدحت صالح ولطيفة ومحمد فؤاد ووائل جسار وحكيم وآمال ماهر. كما سبق وقلت كان لكل منهم أغنية خاصة تمتد لأكثر من01 دقائق, ثم كان الختام الرائع عندما قدموا جميعا لأول مرة علي خشبة المسرح نشيد حبيبي ياوطن. هنا تذكرت نصف قرن وربما أكثر عندما حضرت نشيد وطني حبيبي الوطن الأكبر التي قادها الموسيقار.. أي موسيقار الأجيال عبدالوهاب عن ألحانه بالطبع وكان النشيد يشارك فيه أيضا مجموعة من أشهر مطربات هذا الزمن الذي مضي عليه نصف قرن وكانوا فايدة كامل وشادية ووردة وفايزة أحمد ونجاة وكل منهن لها جزء خاص من النشيد ثم كان عبدالحليم حافظ وليجتمع الكل في غناء النشيد الذي مازلنا نذكره حتي اليوم. وهذا العمل كان مكانه دار الأوبرا القديمة, بينما الأوبريت الحالي الذي شاهدته هذا الأسبوع. بعد05 سنة من النشيد الأول مكانه دار الأوبرا الجديدة. إنها مصر التي ستحيا دوما.