تشير دراسة أجراها باحثون في جامعة كاليفورنيا إلي أن استخدام السيدات الحوامل الموبايل بكثرة قد يزيد من مخاطر تعرض أطفالهن لاضطرابات سلوكية, وأن الأطفال الذين تعرضوا لتأثيراته في أرحام أمهاتهم تزداد لديهم المتاعب السلوكية بنسبة30 % في سن سبع سنوات, أما الذين تعرضوا للتأثيرات قبل مولدهم ثم في طفولتهم المبكرة فإن المخاطر تزداد بنسبة50% بالمقارنة بالأطفال الذين لم يتعرضوا لها, وتبلغ نسبة الزيادة في الاضطرابات20 % لدي الأطفال الذين يستخدمون الموبايل ولكنهم لم يتعرضوا لتأثيراته وهم في الأرحام. وتعلق علي هذه الدراسة د. هبة سامي شكري مدرس فسيولوجي كلية طب قصر العيني فتقول أن السيدات اللاتي يستخدمن الموبايل في أثناء فترة الحمل وخاصة في الشهور الأولي يتعرضن لإنجاب أطفال يعانون مشكلات في السلوك لأن الإشعاعات الناتجة منه تؤثر علي تكوين مخ الجنين وتزيد من الكهرباء فيه وتقلل من سعته لتكوين المعلومات والذاكرة وتؤثر خاصة علي الفص الأمامي من المخ المسئول عن تحصيل المعلومات واسترجاع الذاكرة وتضيف أن الموجات الصادرة من الجهاز هي موجات كهرومغناطيسية غير مأينة, وتختلف الإشعاعات الصادرة حسب نوعه وفي درجة امتصاص الجسم لها, لذلك يجب تجنب استخدام الموبايل لفترات طويلة أثناء الحمل لأن عظام جمجمة الجنين تكون رفيعة ونسيجه رخو مما يسهل اختراق هذه الموجات لها فيؤدي ذلك إلي تلف خلايا المخ, والتعرض لهذه الموجات يزيد من إنتاج الشوارد الطليقة عند الجنين, والمؤكسدات وتؤثر علي الوصلات الكهربائية الكيمائية في المخ. تدهور النمو وتشير د.هبة إلي أن تعرض الأم لهذه الموجات يؤثر علي جيناتها والتي تنتقل بدورها إلي الطفل الذي قد يصاب بضعف العضلات وتدهور في النمو ونقص في الوزن مابين200 إلي250 جرام من الوزن المتوقع في نفس المرحلة العمرية للأطفال الذين كانت أمهاتهم يستخدمن المحمول لفتره أقل من15 دقيقة يوميا وليس هناك أيه فروق بين استخدامه مباشرة أو بالسماعة بانتظام, وقد تؤدي أيضا إلي حدوث أورام في المخ وتؤثر علي إنتاج مادة الميلانين المسئولة عن لون الجلد, كما أثبتت الأبحاث وجود تأثير لموجات المحمول علي هرمون الميلاتونين- المسئول عن تنظيم النوم الذي ينتقل من الأم إلي الجنين عن طريق المشيمة. مشاكل نفسية لذا يجب علي الأم عدم استخدام الموبايل لفترات طويلة بعد الولادة, فبالإضافة لأضرارة السابق توضيحها من الممكن أن يكون أحد أسباب انشغالها عن أطفالها مما يؤثر علي سلوكهم ويزيد من خطورة تعرضهم لمشاكل نفسية, كما إن إستخدامه بجانب الطفل في المرحلة من ستة أشهر إلي عام ونصف من عمره يؤدي إلي تأخر الكلام ووظائفه الإدراكية والحركة ويقلل من انتباهه وقدرته علي التعلم والاستيعاب, ومن الممكن أن يصبه بالاكتئاب وتلف في الجهاز العصبي. وأخيرا تنصح د. هبه الحامل بتجنب وضع المحمول بجوار بطن السيدة الحامل لأنه يزيد من ضربات قلب الجنين ويؤثر علي الرسام الكهربائي للقلب وعلي كرات الدم الحمراء, كما يجب عدم وضعه بجانب السرير في أثناء النوم, وأن يكون بعيدا بمسافه كافية لاتقل عن25 سم. ومن ناحيه أخري هناك دراسة تم نشرها في المجلة الأمريكية لصحة المجتمع أظهرت أن استخدام الهواتف المحمولة وثيق الصلة بالاضطرابات السلوكية لدي الأطفال في سن سبع سنوات للسيدات اللاتي يستخدمن الموبايل في اثناء فترة الحمل من مرتين الي ثلاث مرات في اليوم ويكون الأطفال أكثر عرضة من غيرهم لمشكلات مثل النشاط الزائد والتخاطب للضرورة فقط أما الأطفال الذين يستخدمون الموبايل بأنفسهم قبل سن12 سنة فإن80 % منهم عرضة للصعوبة في التعلم و25 % لتدهورفي التعبير و35 % للنشاط الزائد, وأوصت الدراسة باستخدام التليفون المحمول للضرورة فقط علي ألا تزيد فترة التحدث في اليوم الواحد علي15 دقيقة للسيدات الحوامل يوميا.