علي مدي148 عاما كانت وكالة الخدمة السرية المكلفة بحماية رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية مؤسسة ذكورية بامتياز. وظلت الصورة الذهنية عن العاملين بها أنهم رجال أقوياء يرتدون نظارات سوداء ويضعون السماعات في اذانهم ويقفون علي أهبة الاستعداد خلف الرئيس الأمريكي وأفراد عائلته. ولكن آن الأوان لهذه الصورة وهذا الطابع الذكوري أن يتغير مع تعيين جوليا بيرسون مديرة للوكالة لتصبح بذلك أول سيدة تتولي رئاستها منذ تأسيسها في عام.1865 وأشاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما ببيرسون وبادائها في الوكالة علي مدي أكثر من30 عاما مشيرا إلي أنها نموذج للتفاني في الخدمة ووصف تعيينها بأنه كسر للقوالب مؤكدا أنها مؤهلة تماما لقيادة الوكالة المنوط بها ليس فقط حماية الأمريكيين خلال الأحداث الهامة وتأمين نظامنا المالي ولكنه أيضا يتولي حماية قادتنا وعائلاتنا ومن بينها عائلتي' وبجانب مهمة حماية الرئيس الأمريكي ونائبه وعائلتيهما,تتولي الوكالة التحقيق في القضايا الجنائية خاصة تلك المتعلقة بتزييف العملات, ولدي الوكالة150 مكتبا بإنحاء الولاياتالمتحدةالأمريكية, ويمثل الرجال الغالبية العظمي من العملاء السريين بالوكالة والذين يصل عددهم إلي3500 عميل في حين لا تتجاوز نسبة السيدات العشرة في المائة. ولهذا اكتسب تعيين بيرسون(53 عاما) علي رأس الوكالة المزيد من الأهمية حيث وصف بأنه فتح جديد للمرأة في عالم كان مقصورا علي الرجال.كما يأتي تعيين بيرسون في وقت تعاني فيه الوكالة من تدهور في سمعتها مما استدعي فحص دقيق لاسلوب ادارتها وذلك في اعقاب فضيحة اخلاقية هزت الوكالة العام الماضي وأثارت الكثير من الأسئلة لدي الرأي العام حول اداء العاملين بالوكالة. وقد تفجرت الفضيحة, والتي اطلق عليها فضيحة كارتاجينا, في ابريل من العام الماضي بعد الكشف عن قيام عدد من الموظفين والعملاء السريين بالوكالة, والذين كانوا يتولون مهمة الاعداد لزيارة أوباما لكولومبيا,باصطحاب فتيات إلي غرفهم في فندق بمدينة كارتاجينا بكولومبيا وذلك قبيل وصول أوباما للمدينة لحضور قمة الأمريكتين.وقد افتضح أمر الموظفين عندما قررت أحدي الفتيات التقدم ببلاغ لعدم حصولها علي الأجر المتفق عليه.وقد قام مارك سوليفان رئيس الوكالة السابق باقالة الموظفين المتورطين في الفضيحة فضلا عن فرض مجموعة من القواعد الجديدة. ويري المحللون أن أولي المهام الصعبة التي تنتظر بيرسون هو إعادة بناء الثقة في الوكالة والعاملين بها خاصة انه بعد الفضيحة لم يعد الكثير من المواطنين ينظرون للعاملين بها بوصفهم نماذج للرجال الشجعان ولكن بوصفهم مجموعة من الذكور الذين يبحثون عن اللهو أثناء المهمات الخارجية. ويشير المحللون إلي أن بيرسون خير من يتولي مهمة تحسين صورة الوكالة حيث أنها تعمل بها منذ نحو ثلاثين عاما وقد تدرجت في مناصب عدة اهلتها للاقتراب خطوة خطوة من منصب الرئاسة وجعلتها تتعرف عن قرب علي اغلب العاملين بالوكالة, كما وصفتها صحيفة واشنطن بوست العام الماضي بأنها تلعب دورا كبيرا في قيام الوكالة بمهمتها المزدوجة: حماية رئيس البلاد والتحقيق في قضايا التزييف. وقد بدأت بيرسون, التي ولدت في أورلاندو بولاية فلوريدا,حياتها العملية بالعمل كضابطة شرطة في أورلاندو لمدة ثلاث سنوات وذلك بعد تخرجها في قسم الدراسات الجنائية بجامعة فلوريدا.وبعد ذلك التحقت بيرسون بالخدمة في وكالة الخدمة السرية في عام1983 برتبة عميلة خاصة في ميامي. و بعد عدة سنوات انتقلت إلي العاصمة واشنطن لتعمل في قسم الحماية الرئاسية في الفترة ما بين عامي1988 و1992,كما عملت بمجال التدريب وتنمية الموارد البشرية وواصلت الترقي في سلم القيادة بالوكالة إلي أن وصلت إلي منصب كبيرة موظفي مكتب مدير وكالة الخدمة السرية وذلك في الفترة من2008 وحتي تعيينها مديرة للوكالة قبل أسبوعين. وعن مهمة مدير وكالة الخدمة السرية يقول جيفري روبنسون مؤلف كتاب' الوقوف بجانب التاريخ: حياة عميل في الخدمة السرية: وظيفة مدير الوكالة ليست ادارية فقط فعندما يسافر رئيس الولاياتالمتحدة علي مدير الوكالة أن يكون متواجدا.. فهناك تهديدات حقيقية طوال الوقت واذا اخفق المدير سيموت الرئيس أو زوجته أو أولاده.. انه يعمل تحت ضغط كبير. والسؤال الآن هل تنجح بيرسون في تحمل الضغوط الهائلة لمنصب المدير فضلا عن استعادة مصداقية الوكالة وتثبت حقا أنها سيدة المهام الصعبة.