علي الرغم من الاحتفالات بيوم اليتيم التي شهدتها مصر الأسبوع الماضي فإن الكثيرين لا يدركون أن اليتامي مازالوا يعانون صعوبة المعيشة ماديا واجتماعيا, ونقص الرعاية الإنسانية حتي في دور الأيتام التي تبلغ3 آلاف جمعية لا تستوعب أكثر من150 ألف يتيم منهم45 ألفا من اللقطاء, من مجموع3 ملايين يتيم في مصر معظمهم فقدوا العائل في وفاة طبيعية أو حوادث أو جرائم أو فقدوا الوالدين, مما يجعل الطفل في حفرة يواجه شرور المجتمع أكثر من إيجابياته. الدكتورة آية ماهر أستاذ التنمية البشرية تحذر من إهمال هذا الكم من الأطفال في هذه السن لأنهم أولا من أبناء الوطن, وقد يتحولون إلي قنابل موقوتة لحرمانهم من حقوق الطفولة من الرعاية والحنان, حتي من تستوعبهم دور الأيتام لا يجدون حياة أسرية لوجود الأم البديلة التي غالبا ما تكون في سن صغيرة جدا ولا تعرف معني الأمومة ومضطرة للعمل لكسب المال فقط فيفتقد الطفل أساسيات الحنان اللازمة لهذه السن, كما أن كثيرا من هذه الدور تتاجر باسم الأيتام للارتزاق بكثير من المال دون رقابة, ثم ما تلبث أن ترسلهم لأقاربهم أو من يعرضون التبني ثم تعيدهم في أيام الاحتفال بالأيتام لتعيد الاقناع بدورها. وأضافت أن نقص الرعاية للطفل في هذه السن يعرضه للوفاة فلا توجد رعاية غذائية ونفسية وصحية حيث يجد الطفل نفسه وليدا غير مرغوب في وجوده, فبلغت نسبة الوفيات بينهم نحو30% فيما قبل سن العاشرة. ثم ما يلبث الطفل أن يجد طريقه إلي الشارع ليكون نواة للمجرم الصغير الذي لا يجد سبيلا سوي الجريمة حتي يعيش ويتحول لقنبلة متحركة تعرقل التنمية والتقدم ويدفع الوطن ثمن إهماله, مما يستوجب أن يكون دور الدولة شاملا لرعاية هذه الفئة صحيا وماديا وتعليميا وطالبت أستاذ التنمية البشرية بضرورة تشكيل مجلس استشاري لرعاية الأيتام علي غرار مجلس ذوي الإعاقات الخاصة باعتبار أن الأيتام أكثر احتياجا لرعاية المجتمع, والتركيز علي مرحلة15 19 سنة من الأطفال للافادة منهم في العمل الفني لمن لا يكمل تعليمه الجامعي وتأهيلهم نفسيا وصحيا للعمل المجتمعي والمصانع, وقطاعات التشغيل والتدريب للانضمام للمجتمع.