لن يرحم التاريخ من سيتسبب في الكارثة التي تنتظرها قلعة قايتباي التاريخية والتي تعتبر من اهم المزارات السياحية لمحافظة الإسكندرية. وتقع داخل أحد أهم أحياء التراث السكندري والشعبي المعروف بحي الجمرك أو الميناء الشرقي للإسكندرية الذي يقع فيه مسجد المرسي ابو العباس الشهير ومراكز انشاء المراكب واللانشات البحرية, فالقلعة باتت مهددة بالغرق بسبب حدف البحر وارتفاع منسوب المياه مع شدة الرياح بهذه المنطقة. اللواء عبد الخالق زين الدين رئيس حي الجمرك لم ينكر اقتراب تلك الكارثة, بل طالب بنشر كل الحقائق تجنبا لوقوع مالا يحمد عقباه, وقال إن المشكلة تكمن في رفض هيئة الآثار إنشاء أي حواجز لصد الأمواج لوقاية المنطقة من شر حدف البحر الذي تتسبب أمواجه العالية في سد الشارع الرئيسي تماما بل وتعطل حركة المرور, وتهدد المنطقة بأكملها بانقطاع التيار الكهربائي. وأشار إلي أن هذه الامور يمكن تلافيها اذا وافقت هيئة الآثار علي انشاء حوائط لصد الأمواج كي لاتخرج بكثافة غزيرة تتسبب في كوارث ونضطر الي شفط المياه بسيارات حتي نفتح طرقا للمواطنين. وأضاف قائلا: الحي أعد دراسة لعمل مصاف للصرف تجاه الاندية لكننا فوجئنا بأنها لن تصلح لضيق شرايينها, الأمر الذي جعلنا نبحث عن بدائل اخري ووجدنا ان الحل الامثل هو انشاء خط طارد من نقطة الصرف الصحي الرئيسية بالمنشية الي منطقة القلعة ومايحيط بها وهذا الخط يكون موازيا لسور البحر, لكننا وجدنا انفسنا عاجزين عن تنفيذه, لان هذا المشروع يحتاج الي ميزانية تقدر بنحو01 ملايين جنيه تكلفة انشاء هذا الخط ومن ثم تعطل انشاء السور لعدم وجود ميزانية. وناشد رئيس الحي كبار المسئولين بالدولة بضرورة توفير هذا المبلغ ليس للانتهاء من بناء الخط الطارد فحسب بل لانه سينقذ ارواح اكثر من002 الف مواطن يعيشون داخل أقدم أجمل أحياء الاسكندرية وهو حي الجمرك, والنظر إلي المشروع بجدية حتي ينقذوا المتبقي من آثار الإسكندرية من الغرق. وختم رئيس حي الجمرك حديثه باستغاثته الي رئيس مجلس الوزراء بارسال لجنة هندسية للاطلاع علي الموقف الحالي ومن ثم اعتماد ميزانية للمشروع في أقرب وقت قبل ان يغرق بالكامل. من جانب آخر صرح احمد عثمان مدير عام نادي الصيد المصري المقابل للقلعة والذي يعتبر احد المتضررين من غلق المنطقة تماما بمياه البحر بأن اعضاء النادي سبق ان عرضوا علي المسئولين المساهمة او التبرع بأي أموال في سبيل إنجاز المشروع لكنهم لم يجدوا اي رغبة من المسئولين في الاصلاح, الامر الذي جعلهم يمتنعون عن الحضور للاندية الواقعة بهذه المنطقة اغلب اوقات الشتاء. كما أكد ملاك ورش صناعة المراكب واللانشات استعدادهم للمساهمة إن طلب منهم ذلك, بشرط سرعة انجاز المشروع الذي سينقذ حياة الآلاف من الغرق.. فهل من مجيب؟!.