أخذتني الصدفة إلي مشاهدة قناة سوريا الحكومية فرأيت عجبا, رأيت ماذا يصنع الإعلام الموجه في بلد يقودها ديكتاتور مثل بشار الأسد وغيره من الديكتاتوريين في بقاع الارض المنكوبة بحكم امثالهم. ففي الوقت الذي تئن فيه البلاد من الظلم والقهر وتنتشر الجثث في كل مكان من أرض سوريا وتمتليء جنباتها وشوارعها بالدماء الطاهرة من أبناء الوطن مطالبة بالحرية والعدل وتنحية الديكتاتور الظالم, نجد الإعلام السوري في الوقت نفسه يعيش في واد آخر, وكأنه يبث برامجه من بلد آخر بعيدا عما يدور من أحداث جسام علي أرض الوطن, طبل وزمر وغناء وبرامج تسلية وتفاهات لاتليق جميعها بما يحدث من ولادة عهد جديد, وكان حريا بالإعلاميين السوريين ألاينزلقوا إلي هذا المنزلق المهين, لكونهم يدعون للديكتاتور بدلا من دعائهم لإخوانهم من أبناء الوطن الشرفاء, ولابد أن يتركوا وراء ظهورهم كل مصلحة ومغنم إلا مصلحة بلادهم وكيفية انقاذها من السقوط إلي الهاوية. أفهم أن يكون هذا في بداية اي ثورة خوفا من بطش الطاغية ولعدم وضوح الرؤية, أما بعد اندلاع الثورة بشهور ومازال الاعلام يسير في ركاب الديكتاتور فهذا امر يثير التساؤلات ويبعث علي الريبة والعجب.