جاءت قمة رؤساء بلدان مجموعة' بريكس' التي تضم كلا من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا الاسبوع الماضي لتكون فرصة اقتنصها الجانبان المصري والروسي لعقد لقاء الرئيسين محمد مرسي وفلاديمير بوتين في محاولة لاضفاء المزيد من الحيوية والنشاط علي علاقات البلدين . التي ثمة من يقول ان الوهن اعتراها الي حد كبير في اعقاب تعثر ثورة يناير في تحقيق ما اعلنته من اهداف, رغم كل ما قيل ويقال حول عدم وجود ما يعكر صفو اجوائها!. كانت المباحثات الاخيرة التي اجراها محمد كامل عمرو وزير الخارجية المصرية مع نظيره الروسي سيرجي لافروف خلال زيارته الاخيرة لموسكو مع وفد الجامعة العربية الذي ناقش الازمة السورية كشفت عن تحفظ موسكو تجاه الزيارة التي كان مقررا ان يقوم بها الرئيس المصري محمد مرسي لموسكو في مطلع مارس الماضي.ورغم عدم افصاح اي من الجانبين عن الاسباب الحقيقية لتعثر الاتفاق حول اتمام هذه الزيارة تلبية لدعوة الرئيس بوتين التي سبق وسلمها لافروف للرئيس مرسي خلال زيارته الاخيرة للقاهرة في فبراير الماضي, فان ما قيل حول ازدحام برنامج الرئيس الروسي لم يكن تفسيرا مقنعا لعدم اتمام الزيارة التي هناك من يقول ان موسكو كانت تفضل ارجاءها الي حين استقرار الاوضاع في مصر, وإن ظهرت انباء تقول بان اتفاقا تم التوصل اليه حول تحديد مايو المقبل موعدا لهذه الزيارة استجابة لالحاح الجانب المصري علي ضرورة التعجيل بها. وكشفت مصادر كثيرة في موسكو عن ان القيادة السياسية الروسية ليست سعيدة بما تتخذه مصر من قرارات ومواقف مع الكثير من البلدان العربية والغربية في اطار دعم المعارضة السورية وعرقلة ما تتخذه موسكو من مبادرات وقرارات منها وثيقة جنيف الصادرة عن مجموعة العمل في يونيو من العام الماضي. بل وكان الرئيس مرسي اقر مع الرؤساء العرب في قمة الدوحة قبيل لقائه مع بوتين في جنوب افريقيا منح المعارضة السورية مقعد سوريا في الجامعة العربية وهو ما تعتبره موسكو نسفا لكل جهودها التي تتواصل علي مدي العامين الماضيين من اجل التوصل الي تسوية سلمية للازمة السورية. ولذا فقد يكون مفهوما من هذا المنظور عدم تعجل موسكو رفع الحظر المفروض علي نشاط منظمة الاخوان المسلمين بموجب قرار المحكمة العليا الصادر منذ عام2004 حول اعتبار هذه المنظمة تنظيما ارهابيا يحظر نشاطه وتحركات ممثليه واعضائه داخل الاراضي الروسية في توقيت مواكب للكشف عن الكثير من' الخلايا الاسلامية' التي عادت الي ممارسة نشاطاتها في العديد من المدن الروسية ومنها سان بطرسبورج موطن بوتين والغالبية الساحقة من اعضاء النسق الاعلي للسلطة في روسيا. وفقد جاء اللقاء بين الرئيسين فلاديمير بوتين ومحمد مرسي في ديربان بجنوب افريقيا علي هامش قمة رؤساء بلدان مجموعة'بريكس' يوم الاربعاء الماضي فرصة ذهبية لطمس ما شاب الموقف من غموض ولاعادة احياء فكرة اتمام زيارة الرئيس المصري لموسكو تلبية لدعوة الرئيس بوتين. وكان المراقبون توقفوا كثيرا عند ما نقلته وكالة انباء انترفاكس عن الرئيس بوتين حول انه وجه الدعوة الي الرئيس المصري لزيارة روسيا, واشارته الي ان الدعوة الرسمية كانت قد وجهت في وقت سابق, وانه سيكون مسرورا لاستقباله, وهو ما قالت انترفاكس ان مرسي رد عليه بالاعراب عن امله في ان يتم تحديد موعد هذه الزيارة في الوقت القريب وهو ما يبدو ان القيادة الروسية استجابت له في اعقاب هذا اللقاء حيث كشفت مصادر روسية عن الموعد الذي اشرنا اليه عاليه. وكانت وكالة' انترفاكس' الروسية اشارت ايضا الي ان الرئيس محمد مرسي اعرب خلال اول لقاء له مع الرئيس بوتين عن' سعادته بفرصة اللقاء مع الرئيس الروسي لمناقشة علاقات الشراكة الاستراتيجية, التي قال انها تربط روسيا مع مصر علي مدي سبعين عاما. ونقلت انترفاكس عن الرئيس المصري ما قاله حول رغبته في ان تتسم علاقات البلدين بطابع ديناميكي, واشاراته الي ان ما يقصده بذلك هو تطوير علاقات التعاون في مختلف المجالات بما في ذلك التنسيق السياسي ومواءمة مواقف البلدين تجاه مختلف الموضوعات الاقليمية والعالمية. وكان مرسي اعرب ايضا عن اهتمامه بتطوير التعاون العلمي التقني ولا سيما في مجال نقل التكنولوجيا الي جانب العمل المشترك في مجالات الصناعة والتجارة والطاقة. ومن جانبه قال بوتين ان العلاقات الروسية المصرية اتسمت علي الدوام بطابع خاص, وان روسيا تكن للشعب المصري مشاعر متميزة. واشار بوتين كذلك الي انه وعلي الرغم من وجود المشاكل بما في ذلك في مجال الاقتصاد العالمي فان التبادل التجاري بين البلدين نما بنسبة70% دون ان يشير صراحة الي الفترة التي تحقق فيها ذلك النمو. وفي هذا الصدد ذكر وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره المصري محمد مرسي بحثا امكانية توريد الغاز الروسي الي مصر. وقال لافروف الذي رافق بوتين خلال زيارته الي جنوب افريقيا للمشاركة في اعمال القمة: ان مرسي أبدي اهتماما خاصا بتوريدات الغاز الروسي الي مصر.وقالت مصادر روسية ل لاهرام في موسكو ان الرئيسين بحثا كذلك مسالة تنشيط عمل اللجنة الحكومية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي التقني واستئناف اجتماعاتها التي توقفت منذ ما يزيد عن العامين الي جانب الاهتمام باحتفالات البلدين بالذكري السبعين لاقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والاتحاد السوفيتي في عام.1943 ومن اللافت بهذا الشأن ان موسكو قررت تعيين نيكولاي فيدوروف وزير الزراعة الروسية المعروف بعلاقاته القريبة من الرئيس بوتين رئيسا للجانب الروسي في اللجنة الحكومية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي التقني مع مصر وهو الذي طالما ارتبط بعلاقات صداقة متميزة مع الدكتور عزت سعد المحافظ الحالي للاقصر ابان سنوات عمله سفيرا لمصر في موسكو بما يمكن ان يوفر الكثير من المقدمات لتحقيق النتائج المرجوة من التعاون المنشود مع روسيا خلال الفترة القريبة المقبلة!!.