"لبلب" أو محمود شكوكو وهو رمز للثورة المصرية في الفيلم المشهور "عنتر ولبلب" يدخل في صراع مع "عنتر" سراج منير وهو رمز للاحتلال الانجليزي في ذلك الوقت تشتد المنافسة بين الاثنين لجذب الزبائن فمن يقوم بتخفيض سعر طبق الفول تجد الأهالي يسارعون لتناول الفول عنده ومن يقدم فقرة الراقصة مجانا يسرع الأهالي بترك الأكل ويسرعون لمشاهدة الراقصة .. في النهاية يتراهن الاثنان علي أن يترك "عنتر" المكان لو قام "لبلب بضربه" سبعة أقلام .... وتشتد المنافسة وتنتهي بضرب "لبلب" ل "عنتر" السبعة أقلام وتركه البلد أو الحي. هذه نفس قصة خناقة "لبلب" أو الإعلامي اللامع باسم يوسف ضد "عنتر" المحامي المعروف مرتضي منصور ومواصفات "لبلب" تنطبق مع باسم مثل الجسم النحيف والحركة السريعة والرغبة في مناطحة الكبار مثل الرئيس مرسي مثلا ، أما مرتضي تنطبق أوصافه مع "عنتر" الجسم الضخم والصوت العالي وسياسة التهديد والوعيد .. ونحن كمشاهدين ينطبق علينا وصف أهالى الحي الذي يقطن فيه "عنتر" و"لبلب" ونفس السلوكيات فنحن نفتح التليفزيون علي برنامج باسم يوسف تاركين كل أعمالنا ومشاغلنا ونستمتع بما يقوله باسم عن مرتضي ونتعاطف مع باسم ثم بعد لحظات نجري ونفتح التليفزيون علي قناة أخري يتحدث فيها مرتضي منصور ونجلس مستمتعين أيضا بما يقوله سواء سب أو شتائم أو غير ذلك من ألفظ يصعب دخولها أي بيت مصرى محترم .. ويتحول تعاطفنا من باسم الي مرتضي وهكذا يتغير التعاطف بينهما حسب قدرة الآخر علي إقناعنا أنه صاحب حق أو مظلوم أو انه قد أهينت كرامته .. وماذا بعد مشاهدة هذا الفيلم البذيء وهو بمثابة الجزء الثاني من فيلم "عنتر" و"لبلب" ولكن مع الفارق .. الأول كان يتحدث عن قضية أن الطرف الضعيف وهو الشعب المصري أستطاع أن يلقن العدو الانجليزي درسا قاسيا رغم أنه الطرف ألقوي ويجبره علي الانسحاب من أرضه بل يلقنه درسا عبارة عن سبع أقلام لا يمكن نسيانهم علي مر الزمان .. والشعب في البداية كان يتم إغراؤه عن طريق راقصة أو تخفيض أسعار استطاع أن يرفض كل هذه الإغراءات وتضامن مع بطله "لبلب" حتى النهاية والنصر أما الجزء الثاني الهزيل من الفيلم وهو باسم يوسف ومرتضي منصور فلمصلحة من كل هذه الشتائم ؟ولمصلحة من أن تتحول قضية شخصية بين شخصين مثلها مثل أي خناقة في الشارع الي دخول الشعب المصري طرف فيها بين مؤيد ومعارض؟ وهل لو أنتصر أحد الطرفين علي الآخر سنستفيد شيئا غير الضحكات والنكات البايخة والبذيئة والتي نسمعها سواء من الأول أو الثاني؟! .. السؤال الأخير هل تكون نهاية الجزء الثاني من الفيلم مثل الجزء الأول وينتصر "لبلب" علي "عنتر" أم أنها ستتغير في زمن المقلوب ويحدث العكس .. سواء كانت تلك النهاية أو غيرها فلن يستفيد الشعب المصري شيئا فلن يستطيع باسم أو مرتضي أن يخفضا الأسعار كما فعل "عنتر" و"لبلب" لمزيد من مقالات عادل صبري