بعد فترة من الخمول, استمرت عدة شهور, أصاب فيها فيروس الغدة النكافية نحو5200 طالب في المدارس علي مستوي المحافظات المختلفة, يعود الفيروس من جديد للهجوم علي بعض المدارس في محافظة الشرقية, خاصة في بلبيس والعاشر من رمضان, فأصاب فيها نحو68 طالبا, تماثل العديد منهم للشفاء, بعد تلقي العلاج المناسب, ومع عودة ظهور الفيروس من جديد, تتجدد المخاوف مرة أخري, من انتشاره بين الطلاب, في وقت يستعدون فيه لامتحانات نهاية العام, والتي من المقرر أن تبدأ في مايو القادم, مما يستوجب استمرارعمليات التطعيم ضد الفيروس ولو لجرعة ثالثة, ومتابعة أولياء الأمور لأولادهم لمنع انتشار العدوي, التي تنتقل عن طريق الجهاز التنفسي من خلال الرذاذ المتطاير بالعطس, أو الكحة, أو تلوث الأيدي بها, وملاحظة الأعراض التي قد تظهر عليهم, مثل ارتفاع درجة الحرارة, و تورم في الغدة اللعابية, مع الشعور بآلام في الوجه والحلق والأذن, وتكسير في الجسم, ومن ثم عرض المرضي علي الطبيب وعزلهم, لمنع المضاعفات الخطيرة التي قد تصيبهم كالتهاب الخصية, والالتهاب الحاد في البنكرياس, والالتهاب السحائي, والمخي. أعراض الإصابة بالفيروس الانتشار الوبائي لفيروس الغدة النكافية- كما يقول الدكتور عبدالهادي مصباح استشاري المناعة وزميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة- أثار حالة من الرعب في نفوس الأهالي في بعض محافظات مصر, وقد تساءل الكثيرون عن مدي جدوي وكفاءة تطعيمMMR الذي يقي من الحصبة, والحصبة الألماني, والغدة النكافية, والذي من المفروض أن يتم أخذه من خلال جرعتين: الأولي عند سن سنة ونصف السنة, والثانية عند سن4-6 سنوات, مشيرا إلي أن عدوي الفيروس تنتقل عن طريق الجهاز التنفسي من خلال الرذاذ المتطاير من خلال العطس, أو الكحة, أو تلوث الأيدي بها, وتقدر فترة حضانة هذا المرض ما بين دخول الفيروس وظهور الأعراض المرضية ب14-18 يوما, وتتراوح أكثر الفترات نقلا للعدوي بين يوم أو يومين قبل ظهور أعراض المرض, وحتي5 أيام بعد ظهور الأعراض والتي تتمثل في ارتفاع متوسط في درجة الحرارة38( درجة مئوية) لمدة يوم أو اثنين يعقبه تورم في الغدة اللعابية النكافية التي تزيح صيوان الأذن, وقد يعقب ذلك تورم الجانب الآخر من الوجه, مع آلام في الوجه والحلق والأذن, وتكسير في الجسم وينبغي أن يخلد الطفل للراحة لمدة أسبوع بعد ظهور أعراض المرض عليه لمنع انتشار العدوي, ومنع المضاعفات التي تتمثل في: التهاب الخصية, والالتهاب الحاد في البنكرياس, والالتهاب السحائي, والمخي. التطعيم للمرة الثالثة وللإجابة عن التساؤلات المتعلقة بجدوي التطعيم من عدمه,- والكلام مازال للدكتور عبد الهادي مصباح- ينبغي أن نعلم أنه لكي يكسب التطعيم مجتمعا ما حصانة ضد المرض ينبغي أن تكون نسبة الأطفال الذين تناولوا جرعتين من التطعيم تزيد علي95%, ومع ذلك فهناك حالات من الانتشار الوبائي التي حدثت في خلال12 شهرا من يونيو2009 وحتي يونيو2010 في كندا, والولايات المتحدة وأصيب خلالها3502 طفل بالتهاب الغدة النكافية, من بينهم من تناول التطعيم مرتين بالفعل, ومع ذلك أصيب بالمرض, مما حدا بالعلماء لدراسة تجربة إعطاء المجتمع الذي تنتشر فيه العدوي بصورة وبائية جرعة ثالثة بشرط ألا يكون قد التقط عدوي المرض خلال الأشهر الستة الأخيرة, مما قلل نسبة انتشار العدوي من4.93 في الألف إلي13 من مائة في الألف دون حدوث مضاعفات جانبية تذكر. لذا ينبغي أن تجري وزارة الصحة بحوثا إبيديميولوجية لمعرفة أي من هؤلاء الأطفال تناول التطعيم وكم عدد جرعاته؟, وهل هناك مشكلة في كفاءة التطعيم أم لا من خلال اختبار الأجسام المضادة لمن تناول الجرعتين ولم يصب بالعدوي حتي الآن, وإذا لم تكن هناك مشكلة في التطعيم فينبغي إعطاؤهم جرعة ثالثة في الأماكن التي انتشر فيها المرض بصورة وبائية. وللوقاية من المرض ينبغي التأكد من أن جميع الأطفال والبالغين يتبعون ممارسات غسل اليدين جيدا, ومراجعة سجلات تحصين جميع الأطفال في المراحل المدرسية لضمان أنهم تلقوا التطعيم ضد الغدة النكافية, ومتابعة جميع الأطفال عن كثب تحسبا لظهور الأعراض. مضاعفات خطيرة ويفضل تطعيم الأطفال ضد الاصابة بمرض الغدة النكافية خلال العام الأول والثاني أو في السنوات الأولي علي أقصي تقدير, ويمكن التطعيم في أي سن- كما تقول الدكتورة صافيناز المراغي أستاذ طب الأطفال بكلية طب قصر العيني-, وتنتشر الاصابة مع تغير الفصول, وبرغم سهولة التعامل مع أعراض المرض كارتفاع درجة الحرارة, والشعور بآلام في البطن, وفقدان الشهية, وعدم القدرة علي النشاط, والشعور بالإرهاق والتعب, كأن نعطي المصاب مسكنات, ومخفضات لدرجة الحرارة, ونلزمه بالراحة التامة في المنزل, وتجنب الاحتكاك مع الاخرين تجنبا لانتشار العدوي عبر الرذاذ, إلا أنه لا يجب التهاون في علاجه لأن الاصابة به قد تؤدي إلي مضاعفات خطيرة كالالتهاب السحائي الذي يصيب الأعضاء التناسلية للذكور والإناث علي السواء, فيؤدي إلي الإصابة بالعقم, لكن بشكل عام فإن الإصابة بالغدة النكافية تمر بدون مضاعفات. كثافة الفصول والعدوي تتزايد خطورة الإصابة بالغدة النكافية- كما يقول الدكتور عبد العاطي عبد العليم وكيل وزارة الصحة للشئون الوقائية بديوان عام الوزارة- في فصل الشتاء, مثل فيروس الانفلونزا الموسمية, وقد بلغت الحالات المصابة بالمدارس خلال الشهور الماضية- نحو5200 حالة, ومع أن المنحني الوبائي للمرض قد بدأ في الانحسار كما انخفضت معدلات انتشاره, لكن ذلك لا يعني أن الغذة النكافية قد ذهبت إلي غير رجعة, فالأمر يستلزم الحفاظ علي النظافة العامة في الفصول والمراحيض, ونشر التوعية بين التلاميذ والمعلمين,وبشكل عام, تكمن المخاوف من انتشار حالات الإصابة بالغدة النكافية في المدارس بسبب ارتفاع الكثافة في الفصول, ومن ثم ينتشر المرض بين التلاميذ والطلاب في حالة وجود حالات مصابة به لأنه يعد من الأمراض المعدية التي تنتقل بسرعة عبر الرذاذ, ولذلك تقوم وزارة الصحة بالتنسيق مع الهيئة العامة للتأمين الصحي المسئولة عن علاج تلاميذ وطلاب المدارس, وفحص الحالات المصابة جيدا, وعند ظهور الأعراض أو الاشتباه في الاصابة يجب منح التلميذ إجازة لمدة أسبوعين حتي يتعافي من المرض, ولا ينقله لزملائه في المدرسة عند الاختلاط بهم, كما نقوم بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم لنشر الوعي في المدارس لتجنب انتشار المرض, والسيطرة عليه في أضيق نطاق. أما أعراض الإصابة بالغدة النكافية- والكلام مازال لوكيل وزارة الصحة للشئون الوقائية- فتتمثل في تورم الغدة النكافية أسفل الأذن أو الغدة اللعابية أسفل الفك, يصاحبها ارتفاع في درجة الحرارة, وآلام بالجسم, وفي بعض الحالات يحدث قيء وفقدان للشهية, وتتراوح فترة حضانة المرض بين أسبوعين وثلاثة اسابيع, حيث لا تظهر الأعراض علي المصاب إلا بعد مرور تلك الفترة.