بعد تصاعد الأحداث في شارع مجلس الوزراء بين المعتصمين وقوات الأمن مما أدي الي وقوع الكثير من أعمال العنف والشغب, لكن هذه المرة كانت مختلفة حيث رأينا في المشهد ظهور فئة جديدة, هي أطفال الشوارع والعشوائيات والتي حذرنا منها كثيرا من قبل أنهم الغام قابلة للانفجار. يوضح د. رشاد عبد اللطيف أستاذ نظم المجتمع كلية الخدمة الاجتماعية جامعة حلوان أولا: يواكب عملية الاعتصامات مجموعة ليست علي صلة بالاعتصامات لاتعرف أهدافها ولاتعرف أيضا أمن وسلامة المجتمع, هذه الفئات لها ثلاثة أهداف رئيسية, الأول النوم بين المعتصمين بدلا من النوم في الشارع والعراء وبالتالي تحصل علي حمايتهم, ثانيا: الحصول علي وجبة غذائية مجانية, ثالثا: ظهور صورهم في وسائل الاعلام وهي فرصة نادرة لهم لن تتكرر حيث إنهم يجهلون القانون ويحصلون علي مبالغ مالية زهيدة تبدأ من عشرة جنيهات الي خمسين جنيها او أكثر ومقابل هذه المبالغ يقوم بعضهم بجمع الحجارة والبعض الآخر يرشق الحجارة علي رجال الأمن وآخرون يسرقون أي ممتلكات سواء ثمينة او غير ثمينة تقع تحت أيديهم وقسم رابع مدرب علي إلقاء زجاجات المولوتوف علي المباني المهمة ويقوم بعمليات الاحراق للمؤسات والمنشآت الحيوية المهمة, ومن خلال ملاحظة هذه الأحداث ومعايشتها تبين أن هناك ثلاث فئات من الأطفال دون سن15 عاما يلقون بالحجارة بشكل عشوائي وأطفال من سن15 الي19 عاما وهم يقومون بحمل الأخشاب وتكسير الحوائط والأرصفة وجمع الأحجار التي تلقي علي الآخرين, وقسم ثالث فوق سن العشرين يلاحظ أنه مدرب علي قيادة هذه الأطفال واستغلالهم وغير معروف انتماءاتهم الحزبية فهم ينفذون أجندة في يد الأكبر منهم سنا وهم اشخاص مجهولون خفافيش الليل الذين هدفهم الأول والأخير هدم المجتمع المصري أما د. ماجيدي عاطف أستاذ رعاية الشباب جامعة حلوان يوضح الوضع من خلال رؤيته للموقف أن أغبلية المعتصمين جاءوا بدون أهداف محددة ومعظمهم لديهم عدوي السلوك الجماعي وأن هؤلاء الشباب ليس لديهم ثقافة التظاهر المنضبط تأتي بهم أفعال غير مسئولة وافتعال مشكلات تحدث صداما بين الجهات المسئولة وبين المتظاهرين والمعتصمين للأسف الشديد لدينا3 ملايين طفل شوارع لديهم ضعف في الشخصية ولديهم ميول عدوانية للمجتمع قابلين للاستهواء وبالتالي يمكن التأثير عليهم واستغلالهم لإحداث الفوضي والتعدي علي النظام ولذلك لابد من التعامل مع هؤلاء القنابل الموقوتة وتمكينهم من الحصول علي حقوقهم في الرعاية وتثقيفهم وزيادة وعيهم ويكونون من أولويات الحكومة ولابد من جهاز الشرطة أو أي جهاز أمني التعامل معهم بغير عنف, فهم شريحة ضعيفة وصغيرة تمثل الشعب المصري لأن العنف يولد العنف وتزداد المشكلة والتعاطف والتأييد الشعبي معهم وهذا ليس مطلوبا الآن, وفي الظروف الراهنة. وتشرح أ.د. عزة كريم أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية: أن نختزل الموضوع بأن المشكلة مشكلة أطفال شوارع سواء أجرة أو بشكل تلقائي في هذه الأحداث فإنه خطأ كبير, لأن المشكلة ليست في اطار أطفال الشوارع, مما لاشك فيه أن أطفال الشوارع قنبلة انفجرت وحذرنا منها انهم قابلون للاستقطاب بأي أجر من أجل المال, لأنهم يهتمون بالمال فقط بعيدا عن الفكر السياسي, لكن اذا ما حسبنا هؤلاء فإنهم قلة ولابد من الوصول الي من استأجرهم وما هو الهدف الحقيقي وراء استئجارهم ولماذا لم يقبض عليهم. هناك الكثير من البحوث حول مشكلة أطفال الشوارع وتكمن في الحالة الاجتماعية والاقتصادية مثل التسرب من التعليم وحاولنا عدة مرات ايجاد حلول سريعة حول هذه المشكلة, الحل هو تواجدهم في مكان بعيد مثل القرية وتوفير جميع احتياجاتهم. وضبطهم بشكل سريع والقبض عليهم. ولابد من اصلاح الأسر الفقيرة والعشوائيات التي تبعث هذه الفئة والحل السريع حملات للقبض عليهم ووضعهم في المؤسسات واصلاحهم وتوفير فرص عمل تدر عليهم المبالغ التي تضاهي ما يتربحونه من الشارع حتي نستوعب طاقتهم المهدرة. علي الجانب الآخر تقول الدكتورة أية ماهر أستاذ الموارد البشرية بالجامعة الامريكية إن أزمة أطفال الشوارع كانت منذ العهد السابق وحذرنا منها كثيرا إلا ان الحكومة لم تهتم بهم بالقدر الكافي, ولكني أري أن هذه أيضا مهمة منظمات المجتمع المدني بحيث أن منظمات المجتمع المدني تقوم بعملية تأهيل نفسي أطفال الشوارع وتوفير الحياة الاجتماعية والمعيشية وتوفير فرص مهن بسيطة مثل عمال النظافة وجليسات المسنين والمعاقين والتمريض فهناك نقص كبير في مصر ولديهم سجل وقاعدة بيانات لهم, لأن هناك كثيرين يتخوفون منهم والاستعانة بهم في الوظائف. أما الحكومة فلابد أن تكون منظمة ومشجعة لدور المجتمع المدني والقطاع الخاص الذي يسهم في هذا الدور وتيسير وتقسيط الضرائب عن طريق تبرع من رجال الأعمال وأهل الخير والجمعيات الأهلية او تيسير القروض للمشروعات الصغيرة والاعتماد الكلي علي التمويل الداخلي وليس التمويل الخارجي والمعونة. وأخيرا نناشد بحملة قومية بدلا من الخطر الأعظم في الاستعانة بهم كأطفال شوارع وعشوائيات كتنظيمات تهدم المجتمع لأن الشارع هو المأوي الآمن والسبيل الوحيد لهم وأيضا مصدر للرزق من خلال التسول او السرقة لذلك لابد من سرعة احتوائهم ومعاملتهم مثل الأيتام منذ ولادتهم حتي تزوجيهم وإنشاء أسرة اجتماعية سليمة.