يبدوا ان هناك اشخصا في مصر نصبوا أنفسهم متحدثين باسم الشعب ومدافعين عنه وعندما يوضعون في موقع لايستطعون مواجهة أي موقف صعب هذا أقل تشبيه يمكن ان يشبه به المجلس الإستشاري. الذي يضم نخبة من ابناء مصر ومفكريها, بعد أحداث شارع قصر العيني مباشرة, حيث تسابق بعض الأعضاء الأجلاء في تقديم استقالاتهم واحدا تلو الآخر مؤكدين أنهم (مش لاعبين), وتركوا الساحة في أول إختبار حقيقي لهم. المدهش في الموضوع أن هؤلاء الأعضاء الأجلاء تقدموا بإستقالاتهم قبل أن يتبينوا حقيقة ما حدث, وما هو سبب المشكلة الحقيقية وقبل الإنتهاء من تحقيقات النيابة ليصدروا بعدها بياناتهم ووقتها نحترم قراراتهم, ولكن ما حدث منهم يمكن توصيفه بأنه مزايدة رخيصة علي الوطن وشعب مصر, وتخليهم عن دورهم في هذه الأزمة لا تقل عن الخيانة العظمي في الحروب. لقد تسابق البعض من هؤلاء المستقيلون الي القنوات الفضائية- التي أدمنوها- ليعلنوا أنهم تركوا مناصبهم في المجلس وأخذوا يكيلون الاتهامات دون اية أدلة في ايديهم وكان الأجدي بهم أن ينزلوا الي الشارع ويتحاوروا مع المعتصمين والمتظاهرين, لإنهاء تلك الأزمة الحقيقية التي ستعصف بالبلاد ولكنهم غلبوا مصلحتهم الشخصية علي مصلحة الوطن وأرادوا أن يصنعوا أمجادا ولكنهم للأسف كشفوا عن وجههم الحقيقي. المعضلة الحقيقية أن هؤلاء هم من ملأوا الأرض صراخا وعويلا منذ فبراير الماضي وأن لهم رؤيه في إدارة شئون البلاد وتباروا في طرح وجهات نظرهم في إدارة الأزمات, وعندما وضعوا في المسئولية هربوا منها, مما يؤكد أنهم غير جديرين بذلك الموقع وإذا كانوا يعتقدون أنهم الآن أبطال فإن الجميع تأكد أنهم لا يستطيعون إدارة شئون حياتهم وليس دولة بحجم وقيمة مصر. إن ما حدث من السادة الأجلاء أعضاء المجلس الاستشاري يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن كل من يتصدر المشهد السياسي المصري في الوقت الحالي لا يصلحون لأن يكونوا رجال دولة, لأن رجل الدولة له مواصفات خاصة ويغلب المصلحة العامة فوق مصلحته الشخصية, والغريب أنهم يطالبون المجلس العسكري لتسليم السلطة الآن, فلمن يتم تسليم السلطة للمجلس الإستشاري الذي هرب رجالاته منذ الدقيقة الأولي, أم لشخصية مجهوله لا أحد يعلمها أو تترك البلاد دون قيادة, كفاكم عبثا بمصر والأجدي بمن هرب في هذه الأزمه أن يلتزم الصمت ويجلس في منزلة فالعار كل العار لمن ترك مسئوليته, وشكرا لكم ولن ينسي التاريخ موقفكم. المزيد من أعمدة جميل عفيفى