مازال فريق كبير من المصريين تعتريهم خيبة الأمل وتداهمهم إمارات العجز والاحباط بسبب الانسداد السياسي الذي تواجهه الثورة حاليا وإشعال الحرائق ودوامات العنف المتنقلة. اسبوعيا من التحرير إلي ماسبيرو ثم محمد محمود وحاليا في شارعي القصر العيني والشيخ ريحان, وتصميم فريق من المارقين أعداء الثورة علي وضع المتاريس والحواجز لضرب وقهر هذه الثورة, لاشك ان كل أهداف الثورة حتي الآن لم يتحقق منها شئ, المسار السياسي معطل والأمني محبط ومهترأ, وحتي ملفات الفساد ومحاكمة حيتان المال واللوبيات التي قامت الثورة من أجل خلعهم, وكتابة الفصل الأخير لنهاية امبراطوريتهم وتخليص مصر من شرورهم مازالت تترنح ومازال غالبيتهم حرا طليقا يخرج كل يوم لسانه للمصريين والبعض الآخر ممن قبض عليه يقضي فترة نقاهة في منتجع طرة لاند دون محاسبة أو محاكمة بدليل أنه حتي هذه اللحظة لم تجر وقائع محاكمة حقيقية في قضايا تفوق حجم الجبال. وحتي لجان استرداد أموال مصر المنهوبة والمهربة إلي الخارج لم نستطع تحقيق أدني نجاح يذكر بشأنها حتي اللحظة بالرغم من عشرات الآلاف من الدولارات التي يتقاضاها يوميا رؤساء واعضاء هذه اللجان كبدل سفر وانتقال في جولاتهم العبثية التي لا تنتهي والنتيجة حتي الآن صفر, عبر ترويج سراب خادع بامكان عودتها ليس الآن لكن بعد سنوات طويلة. قمة الملهاة والخداع للمصريين وثمة من يصدقون ويعتقدون بالفعل أن هناك جهات عليا في هذا البلد توفر تغطية ليست خافية علي أحد لافشال أي تحركات عملية لإنهاء هذه الملفات دفعة واحدة. وإلا فليقل لنا المجلس العسكري وحكومة شرف المقالة لماذا لم ينجحوا طيلة 11 شهرا من عمر الثورة في إنهاء وطي هذه الملفات ومحاكمة اصحابها سريعا, ألم تكف فترة العام لمحاكمة مبارك وعائلته, بما فيها زوجته وزوجتا ابنيه اللذين حققا ثروات تطول عنان السماء حيث تثبت وتكشف ذلك كل يوم أجهزة التحقيقات التي تطفح صفحاتها بوافر العمليات القذرة والممتلكات التي استولوا عليها من قصور وفيلات ومنتجعات بطرق غير شرعية, ومليارات الدولارات التي جنوها من عمليات البيع والشراء والصفقات المشبوهة والمضاربات. الناس في مصر تتساءل لماذا لم يتم القبض علي منير ثابت صاحب امبراطورية خدمات شركات الطيران ولماذا سمح له بسهولة ويسر بالهروب من مصر وتحويل الملايين إلي الخارج وقس علي ذلك مجدي راسخ وأنجاله في عمليات غسل أموال والاستحواذ علي اراض وعقارات الدولة والشعب وعقد صفقات مشبوهة لأكثر من عشر سنوات من دم هذا الشعب الذي يسكن 40% منه القبور والعشوائيات.. لماذا لم يتم القبض عليهم حتي الآن؟.. القائمة طويلة وعديدة أضف إليها ايضا مئات الاسماء من الوزراء في آخر حكومة مبارك أمثال وزير الصحة في ذلك الوقت وهم كثر ناهيك عن لائحة اسماء رجال الأعمال الذي نهبوا بلدا بأكمله حتي الآن مازال يتم تدليلهم والتغطية عليهم برغم بشاعة وفجر ممارساتهم ناهيك عن عجز دولة مثل مصر بكل امكاناتها واتصالاتها وعلاقات خارجية يفترض أنها نشيطة من القبض وملاحقة وزراء الفساد الفارين امثال يوسف بطرس غالي ورشيد محمد رشيد وغيرهما بالرغم من أن عناوين اقامتهم معلومة وتحركاتهم في بريطانيا والدوحة وبيروت معروفة ومرصودة. هل يحتاج الأمر إلي الانتظار عاما آخر حتي نفكر في بدء فتح هذه الملفات أو نحتاج إلي ثورة جديدة واعتصام مفتوح في التحرير من أجل الضغط علي المجلس العسكري والحكومة لاجبارهما علي سرعة انهاء هذه الملفات المسكوت عنها ورفع غطائها. فلا يعقل أن يظل المصريون أسري لضغوط وأصحاب لوبيات الفساد والانتظار سنوات حتي يموت مبارك وتهرب عائلته ويمرض وزراؤه في السجون فيفرج عنهم صحيا فتعطل وتغلق ملفاتهم. وأنا من جانبي لن أمل من الكتابة وفضح كل هؤلاء حتي يملوا في المجلس العسكري والحكومة ويقرروا إنهاء ملفات الفساد ومحاكمة اصحابها مهما تكن ضغوط الداخل والخارج لمنع الاقتراب منهم. المزيد من أعمدة أشرف العشري