كشفت ثورة 25 يناير الغطاء عن فساد وعفونة ومظالم كثيرة جدا متراكمة منذ عهود سابقة ولن تعود ولقد صبر الناس كثيرا ويريدون حلولا لمشكلاتهم وإنقاذا من الظلم الذي وقع عليهم ويعبرون عن ذلك بالاحتجاج والتظاهر والاعتصام وتستجيب الدولة ولكن ليس بالسرعة والحماس المطلوبين لمشكلات الناس الملحة. ويتحمل الشكاوي رئيس مجلس الوزراء كما يتحملها الشعب بتعطل مصالحه للإعاقات الكثيرة التي تحدث للطرق والصناعة وربما الدراسة والزراعة والصحة أيضا. ورئيس مجلس الوزراء ليس لديه وقت لمقابلة كل الناس والاستماع لشكواهم والبحث بنفسه عن حلول لها ولا يمكنه كفرد واحد متابعتها مع مسئولياته الجسيمة في الأمن القومي وغيره. وقد أنشأ الرئيس الراحل أنور السادات ديوان المظالم لاستقبال التماسات المواطنين وطلباتهم وحلها وأدي هذا الديوان انجازات كثيرة في هذا المجال. ونقترح إنشاء وزارة دولة تتبع رئيس مجلس الوزراء مباشرة أو يتولاها هو بنفسه لدراسة ورفع المظالم عن الناس وحل مشكلات العمل والانتاج والعناية بجميع الشئون الانسانية التي تمس حياة المواطن البسيط وهي وزارة سيادية تخاطب كل الوزارات والمحافظات ولها مكاتب في كل الوزارات والمحافظات تتقصي الحقائق وتبحث عن جذور المشكلات وحلولها وربما تعطي توجيها بالحلول المنصفة الواجبة. ونقترح هنا أن يكون مقر هذه الوزارة في مبني مطل علي ميدان التحرير أو قريبا منه لأنها ثمرة من ثمار ثورة هذا الميدان وليكن لها جزء من مبني الحزب الوطني المنحل علي كورنيش النيل. وزارة قوية تستقبل بكل الود والترحاب المظلومين والمتضررين والمهمشين والمهملين من أبناء هذا الشعب الضعفاء الذين لا يجدون نصيرا لهم إلا هذه الوزارة ورئيس مجلس وزراء مصر أيا كان شخصه أو انتماؤه الحزبي أو غير الحزبي. محمد مختار قنديل مهندس استشاري