الديمقراطية كفر والنخبة السياسية تعارض ما اتبعه الرسل, والبيعة هي نظام المسلمين في اختيار حاكمهم, ويجب تغيير فلسفة النظام الحالي. نقبل مسألة الانتخابات علي مافيها من بعض المخالفات. إلا أنها أقل مفسدة من ترك المجال للعلمانيين و الليبراليين, ونرفض الفكرة الفلسفية للديمقراطية في أن الشعب هو مصدر السلطة التشريعية. هذه هي أفكار بعض شيوخ السلفية وليس كلهم في مصر عن الديمقراطية والتي يعرضونها علي مواقعهم الإليكترونية, ولنسأل الآن أليس من حق الشعوب إختيار حكامها الصالحين لحكمها ؟ أليس من حقها سحب الثقة من أولئك الحكام إذا انحرفوا عن الطريق المستقيم وعن الحق والعدل ؟ألس من حقها أن تشارك الحاكم في دراسة القرارات وإتخاذها عن طريق الصوت الإنتخابي أو عن طريق ممثلين في مجلس يناقش ويراقب أليس من حقها أن تقوم إعوجاج الحاكم وترفض إنحرافه بالكلمة المقنعة والمعارضة البرلمانية والصحافة الحرة وقول الحق دون تزييف ؟أليست هذه هي الديمقراطية وفلسفة حكم الشعب لنفسه, وأنه مصدر السلطات؟ أليس هذا ماجاء به سيدنا النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ومنهجه الذي شهده عصر الوحي ثم الخلافة الرشيدة من بعده ؟أليس مبدأ لاإكراه في الدين الذي جاء به القرآن الكريم وطبقه الرسول هو قمة الديمقراطية والحرية ؟ أليست الديمقراطية في قول الله تعالي لرسوله الكريم وشاورهم في الأمر. ألم يناقش أعرابي فظ الرسول بقوله إعدل يا محمد فليس المال مالك ولا مال أبيك. كيف كان تعليق سيد الخلق علي هذه العبارة الطائشة ؟ألم يقل لسيدنا عمر بن الخطاب وقد أشهر سيفه في وجه الأعرابي ليرد فظاظته دعه يا عمر فإن لصاحب الحق مقالا. وحين دعي إلي الرفيق الأعلي لم يعهد بأمر الدين والدولة لأحد من أصحابه إحتراما لحق الأمة في الإختيار وإتخاذ القرار. إن أردتم التأسي بالرسول فهذه سياسته وتلك ديمقراطيته. يقول الإمام الغزالي لولم يبايع أبا بكر غير عمر وبقي كل المسلمين مخالفين أو إنقسموا إنقساما متكافئا لايتميز فيه غالب عن مغلوب لما انعقدت الإمامة. كيف تكون الديمقراطية كفر وقد أضاء رسول الحرية بها شموع العدل وحقوق الإنسان وسبق فكر العالم كله في إصطفاء الديمقراطية. إننا لانستعير من حضارة الغرب أسس الديمقراطية لأننا نحن روادها الأوائل وواضعوا بذرتها, فأمرنا شوري بيننا ونحن أعلم بشئون دنيانا ألم يقل رسولنا هذا ؟ إن القيم العليا والمباديء العظيمة والأخلاق لا تتغير ولكن طرق تطبيقها هي التي تتغير ولكل عصر رؤيته وإمكاناته وتطبيقاته, فدعونا الآن ننزه أنفسنا عن سب الناس وطعنهم ورميهم بالكفر والإلحاد والإبتعاد عن إقصاء أي منا للآخر ولنتأسي بقول رسول الله أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا الموطأون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون.صدقت يارسول الله وصدقت ديمقراطيتك. المزيد من أعمدة سهيلة نظمى