الإبداع سؤال مفتوح, واللغة هي المشترك المطلق بيننا وبينه, بها نتماهي عندما تتقلص دائرة الزمن لتصل إلي مركز الدائرة ومنها ينبثق السؤال الثقافي الأكبر وهو لماذا نكتب ماهية الكتابة, وظيفة الكتابة, ولكن نحن بالتخلف وبالتعصب نريد ان نلوي ذراع الزمن واذا بايدينا تنخرط في متاهات هذا الزمن, نحن نريد ان نركب مركب التعصب والرجعية واذا بالشروخ تموج في مبادئنا وعقيدتنا واخلاقنا. في حادثة مثيرة للغرابة والدهشة وقبل ان تنتهي الانتخابات البرلمانية الجارية ومع إرهاصات صعود تيار الإسلام السياسي, وبعد تشكيل حكومة الإنقاذ الوطني الجديدة. أرسل مجموعة من موظفي إدارة الإعلام الخارجي بقطاع العلاقات الثقافية الخارجية أول شكوي لوزير الثقافة الجديد الدكتور شاكر عبد الحميد, يشكون فيها حسام نصار رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية, عما احتواه احد إصدارات القطاع بعنوان مقتطفات من شعر قسطنين كفافيس ترجمة بشير السباعي الذي تحتفل مصر هذه الأيام بذكراه.. علي أن هذه الأشعار تحث علي الرذيلة. فيا للعجب.. موظفو وزارة الثقافة, هذه الوزارة المعنية بحماية الابداع والمبدعين, يشكون وزارتهم علي إصداراتها في مجال الإبداع, وأي إبداع, الابداع العالمي. فهل هذه الشكوي تعد مقدمة لإيجاد طابور خامس يقف ضد حرية الفكر والإبداع.. أم أنها بداية التلون السياسي المعهود. وقد قرر رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية اتخاذ جميع الإجراءات القانونية ضد محرري هذه الشكوي, مصرا علي أنه لن يتم إرهابه أو إرهاب قطاع العلاقات الثقافية الخارجية أحد قطاعات وزارة الثقافة المصرية,لما له من تاريخ حافل في حرية الفكر والإبداع.. ولن يتخلي قطاع العلاقات الخارجية تحت رئاسته عن دوره التنويري والحداثي. يذكر ان الشكوي حين وصلت إلي الأستاذ الدكتور وزير الثقافة, قد أعادها إلي السيد رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية, مؤشرا عليها مع تحياتيوهو مايدل علي المكانة العلمية الرصينة للسيد وزير الثقافة,لما يملكه من حس فكري وتنويري رفيع المستوي.. وهو الذي تمتليء المكتبة المصرية والعربية بمؤلفاته عن الإبداع الفني..يبدو أن موجتهم الأولي التي كانت تطالب بزيادة الرواتب قد انتهت, والآن يفكرون في ان يكسبوا الآخرة في الموجة الثانية وكله باسم الدين واخضاع الابداع لفكرة الحرام والحلال.