لم يمر شهر علي وفاة الزميلة بهيرة مختار حتي أفاجأ برحيل الزميل العزيز أحمد بهجت. إنه زميل عمر في جريدة الأهرام منذ بدايتها الحديثة مع محمد حسنين هيكل في مبناها القديم بباب اللوق منذ 50 عاما. لم أزامله في الجريدة فقط ولكن زاملته أيضا في مكتب واحد لأكثر من 10 سنوات بعدما أنهيت مهمتي في رئاسة الصفحة الأخيرة لأكمل رسالتي في صفحة المسرح. ما لاحظته عليه كان قريبا إلي حد كبير من منتهي الذكاء, وأيضا منتهي التواضع مع هذه الموهبة يكفي أن يعلق علي أي حادثة أو خبر حتي لاتملك نفسك من الضحك طوال اليوم.. كان رحمه الله يجلس إلي مكتب شديد التواضع.. مكتب صغير بلا أدراج.. لم يكن ذلك من قبيل التظاهر بالتواضع, ولكن كانت هذه طبيعته بالفعل, فلم نشعر بأي تغير لديه عندما رأس تحرير الاذاعة والتليفزيون, كتب فيلم السادات الذي مثله الراحل أحمد زكي وكان من أجمل ماقدمه أحمد زكي وايضا أجمل ما قدمته السينما المصرية.. لم يقل كلمة واحدة حتي أحرجته في أحد الايام, وأجريت معه حوارا حول هذا الفيلم. اشتد عليه المرض في الفترة الأخيرة ليشتد عندي الألم لذلك الكاتب الساخر الفنان العبقري الذي سقط القلم من يده وهنا للعلم هذا القلم كان قلم رصاص. غاب عن الوعي بعد أن غاب عن القلم الذي عاش به وله ومن أجله في العديد من الكتب والكتابات الاسلامية شديدة الاستنارة لنفقد واحدا ممن كنا في حاجة إليه في الوقت الراهن. رحم الله أحمد بهجت الذي شاركته حبه الشديد للحيوانات, وأيضا حبه الشديد للعربة الفولكس الصغيرة. لقد سعدت بحق عندما أبلغني رئيس التحرير السابق بأن محمد بهجت ابن الزميل العزيز يرغب في الاشتراك معي في صفحة المسرح.. وقد كان يعوض لدي بعضا من فقدان زميل العمر أحمد بهجت.