في الوقت الذي يبذل فيه مجمع اللغة العربية جهدا كبيرا للحفاظ علي لغتنا الجميلة اللغة العربية من الإندثار والتحريف.. نجحت وزارة التربية والتعليم مع بداية الفصل الدراسي الثاني في رسم صورة غير جميلة كالعادة في أذهان أبنائنا التلاميذ. فبعد التطوير الذي أحدثته في الكتاب المدرسي لغتي الجميلة وهو كتاب لمادة اللغة العربية مقرر علي تلاميذ الصف الخامس الإبتدائي ألفه وراجعه وأشرف عليه تربويا خمسة من كبار أساتذة تدريس اللغة العربية, بعضهم يتمتع بالخبرة الواسعة في هذا المجال, والبعض الآخر يحمل درجة الدكتوراه في نفس المادة وكلهم من أهل الحظوة والثقة!! خرج الكتاب إلي أيدي التلاميذ بأخطاء ظهرت في نص سليمان والهدهد الذي أفردت له صفحات(80,79,78) من كتاب الوزارة فتم تقديم الآيات القرآنية من سورة النحل من(20 26) بصورة خاطئة في الترتيب. (17,16,15,14,22,21,20) علما بأن هذا لا يجوز بأي وجه من الوجوه لأن هذا كلام الله, فضلا عن عدم وجود باقي الآيات القرآنية(26,25,24,23,) حيث أختفت فجأة من النص ودون مبرر واضح, فأصبح المعني مقطوعا, كما إنتهت الآية(17) من النص بلفظة( من) ولم يتضح ما بعدها؟! أما في الشرح فلم يتم تناول الأجزاء التي تم إغفالها من الآيات, في حين أنه تم تناولها عند عرض مواطن الجمال في النص, كما عرض لها في التدريبات بالصفحات(85,84,83,82,81), فهل يعقل أن يحدث ذلك في نص قرآني في كتاب مدرسي تؤلفه وتعتمده وزارة التربية والتعليم ويدرسه أطفال صغار لا يدركون شيئا؟! لقد سحبت الشركات العالمية سياراتها المعيبة من الأسواق وتكبدت خسائر باهظة حفاظا علي مصداقيتها لدي عملائها في العالم, ولم نسمع علي الاطلاق أن وزارة التربية والتعليم سحبت كتابا واحدا من التلاميذ حتي الآن! إنها ليست المرة الأولي التي نكتشف فيها مثل هذه الأخطاء ونتمني أن تكون الأخيرة لكني أعتقد أن وزارة التربية والتعليم قد نجحت في تحقيق أمنية وزيرها الأسبق عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين الذي طالب مرارا بأن يكون التعليم مثل الماء والهواء ولكن للأسف الماء أصبح ساخنا.. أما الهواء فأضحي ملوثا!! لذلك كره أبناؤنا التربية والتعليم فضاعت لغتنا الجميلة وظهرت عبارات ومصطلحات جديدة يرددها تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات.. ليس أقلها كبر دماغك ياعم الحاج؟!