يبدو أن هناك فيلما إسرائيليا يجري تصويره داخل الأراضى المصرية، الفيلم يحتوي علي ثلاث مشاهد من إخراج وتأليف وفبركة العدو الصهيونى: المشهد الأول: انتشار البضائع الإسرائيلية الغذائية بمدينة العريش, وافتراش الباعة الجائلون هذه المنتجات وسط الأسواق لبيعها دون رقابة من أحد. والأمر الذي يثير الدهشة أيضا أن جميع البضائع أسعارها رخيصة الثمن مقارنة بأسعارها في إسرائيل نفسها, والأغرب من ذلك هو أن التاريخ الموضح للإنتاج هو تاريخ البيع نفسه. هذه المنتجات يتم تهريبها من إسرائيل إلي غزة ثم إلي الأنفاق ثم إلي مدينة العريش في يوم واحد، والأغرب أن تباع هذه المنتجات الإسرائيلية الصنع ومدون عليها باللغة العبرية صنع في إسرائيل. المشهد الثاني: صادقت الحكومة الإسرائيلية بزعامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على الخطة الجديدة التي طرحها نتانياهو، لضبط الحدود المصرية – الإسرائيلية ومحاربة ظاهرة المتسللين الأفارقة إلى إسرائيل عبر شبه جزيرة سيناء. وكشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أن الخطة التى وضعها نتانياهو رصدت 660 مليون شيكل، يجرى تمويلها من خلال اقتطاع نسبة 2% من ميزانية جميع الوزارات الإسرائيلية. المشهد الثالث: اتهام صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بإنشاء خط لإنتاج الصواريخ في سيناء، بهدف استخدامها فى قصف المدن الإسرائيلية عن قرب، ولاعتقادها بأن إسرائيل لن تكون قادرة على ضرب أهداف تابعة لحركة حماس داخل الأراضي المصرية المستخدمة في إطلاق الصواريخ من سيناء. وزعمت الصحيفة الإسرائيلية أن مصادر مطلعة أكدت لها أن حركة حماس تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية في إسرائيل عبر الحدود المصرية، وتمكنت من إنشاء مصنع كبير في سيناء لإنتاج صواريخ قادرة على مهاجمة أهداف إسرائيلية هامة من خلالها إطلاقها عن قرب عبر الأراضي المصرية، مما يجعل الجيش الإسرائيلي عاجزا عن مهاجمة أهداف حماس في سيناء حتى لا تدهور العلاقات بين البلدين مرة أخرى. هذه المشاهد الثلاث نسجتها إسرائيل عقب ظهور مؤشرات تؤكد وصول الاسلاميين الي الحكم في مصر، ويتجدد السؤال المتكرر لإسرائيل هل سيستمرون في تنفيذ معاهدة السلام أم سيكون لهم وجهة نظر أخرى؟، أيضا إسرائيل تعلم جيدا أن الخطر القادم سيكون من سيناء لذلك فهى تقترح دائما علي أمريكا ان تتحول سيناء الي مسرح للحملة الأمريكية ضد مكافحة الإرهاب، بما يمكن إسرائيل من السيطرة عليها في هذا الإطار وليس غزوها عن طريق الاحتلال والعمليات العسكرية.. وتحقق تل أبيب حلمها باحتلال سيناء بهدف مشروع وهو هدف نبيل يخفي تحته نوايا خبيثة وأغراضا دنيئة، خصوصا وان هناك دعوات متزايدة في إسرائيل حاليا تقول أن مساحة إسرائيل ضاقت عليها وان اليهود القادمين إليها من جميع أنحاء العالم لا تجد مكانا لتوطينهم فيه« فالمشهد الأول يوضح رغبة إسرائيل في استقطاب المواطن السيناوى ورشوته عن طريق إغراقه ببضائع إسرائيلية بثمن رخيص إثباتا لحسن نوايا إسرائيل وحرصها علي مصلحته أكثر من حكومته . أما المشهد الثاني : فتسلل الأفارقة هي بمثابة شماعة تحاول أن تعلق عليها إسرائيل رغبتها في اللعب بمنطقة الحدود مع مصر تحت ستار حماية حدودها . أما المشهد الثالث فقد نفاه مصدر عسكري مصري مؤكدا أن سيناء تحت السيطرة ولا صحة لما ذكرته الصحيفة الإسرائيلية . قد تكون المشاهد الثلاث لفيلم خيال علمي إسرائيلي ولكن هذا لا يقلل من شأن التصريحات الإسرائيلية ويؤكد رغبتها في دخول سيناء مرة أخري ،أيضا كل الحكومات المصرية رفعت شعارات "تعمير سيناء" و"تنميتها" وتعهدت بتحويل هذه الشعارات الي خطط لكنها لم تفعل، وظلت الفجوة قائمة وواسعة بين الاقوال والافعال. متي يتم تعمير سيناء بالكامل لتكون حصن مصر المنيع في الشرق ومتى نهتم بالمواطن السيناوي بدلا من تركه للبضائع الإسرائيلية ونحن لا نعلم مدي صحتها أو صلاحيتها .. باختصار.. حتى لو كانت هناك شكوك تساور البعض في أن إسرائيل تريد تعديل بعض بنود معاهدة السلام مع مصر لمصلحتها ، فان المؤكد انها تحاول توظيف أجهزتها لخدمة خططها ومن هذه الخطط إعادة احتلال سيناء بحجة مكافحة الإرهاب. هذا خطر حقيقي.. لا يمكن السكوت عليه أو نفيه من آن لآخر فيجب أن تكون هناك أفعالا على أرض الواقع وليست في عالم الخيال . المزيد من مقالات عادل صبري